قبل عدة أسابيع وبرعاية الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود حرم أمير المنطقة الشرقية أقامت جمعية فتاة الأحساء التنموية الخيرية معرض العتمة الحساوية في منتزه الملك عبدالله البيئي بالقرية التراثية. وبهذه الفعالية ورغم أنها امتدت لأيام قليلة إلا أنها عكست ما تتمتع به الأحساء من وفرة في المواهب النسائية التي استطاعت أن تخطط وتنظم وتدير فعالية كان لها مردود كبير على المجتمع، إضافة إلى تسليط الضوء على إمكانية الأحساء السياحية. ورغم تعدد الأنشطة في فعالية العتمة الحساوية والتي قد رآها البعض لأول مرة، إلا أن الأحساء ومنذ زمن طويل وعبر مدارسها كانت أحد أكثر المناطق التعليمية في المملكة في المحافظة على تسليط الضوء على التراث والأعمال والحرف اليدوية واللوحات الفنية التي قامت بعملها طالبات المدارس بجميع مراحلها في معارض داخل المدارس من خلال عادة سنوية يتم فيها خلق نوع من التنافس بين الطالبات وبين المدارس. وقد مرت فترة طويلة توقف فيها النشاط اللامنهجي في مدارس البنات. ولهذا فهذه الفعالية قد أحيت أسلوبا كان متبعا في مدارس الأحساء. وأثناء أكثر من لقاء تلفزيوني وصحفي تحدثت فيه أربع من سيدات الأحساء (لطيفة العفالق- نوال العفالق- نورة الملحم- نورة الجعفري) عن المعرض والفعاليات التي تم تقديمها، فقد أصبح واضحا للجميع أهمية تذكير الكثير بما تزخر به الأحساء من تراث عريق من الواجب المحافظة عليه. وإضافة لذلك فقد تم إظهار أهمية تشجيع ثقافة ريادة الأعمال ومعنى الدخل المستدام من خلال تمكين الأسر المنتجة من بيع ما يتم إنتاجه داخل بيوتهم وإيجاد أساليب تسويقية منظمة لكي تكون هناك استمرارية في الإنتاج والتسويق. ويوجد بالأحساء موقع تاريخي يعكس الحركة السياحية والتجارية منذ زمن بعيد. ونحن هنا نتحدث عن سوق القيصرية الذي من الممكن تطويره وتوسيع مساحته من خلال المناطق المحيطة به، وكذلك تنويع مجالات الاستفادة منه من خلال إنشاء مقاهٍ شعبية لتكون أماكن عرض لأية فعالية. ومن خلال هذه الفعاليات من الممكن زيادة أعداد التنوع الثقافي والفني عبر مشاركة من خارج الأحساء أو خارج المملكة. فقد كان هذا الأمر متبعا في الماضي. وقد كنا نرى ونحن صغار في السن فعاليات عفوية تقام في مساحات مفتوحة ومنها المشاركة في الأعياد من الاخوة من سلطنة عمان واليمن وغيرهما. إن مجالات السياحة في الأحساء كثيرة وما قامت به سيدات وفتيات من الأحساء جزء بسيط مما يمكن القيام به. فنساء الأحساء أعدن لنا ذكريات أنشطة لامنهجية رأينا فيها مواهب كبيرة حتى من طالبات صفوف إبتدائية أبدعن في كيفية دمج العلم والفن من خلال أنشطة كانت في الحقيقة تطبيقا عمليا على ما يرونه في المناهج المدرسية وكتيبات لامنهجية. ويكفي لمعرض العتمة الحساوية أنه أوضح العمل التطوعي في أحلى صوره ودمج هذا العمل مع مؤسسات رسمية معتبرة مثل جامعة الملك سعود للعلوم الطبية بالحرس الوطني.