احتضنت منارة السعديات جلسة نقاش استعرضت أعمالاً للفنانين: خالد مزينة وسمية السويدي ومريم السويدي وذلك مساء الثلاثاء الماضي. وأثناء جلسة النقاش، تناول المشاركون أعمالهم الفنية وتبادلوا وجهات نظرهم حول مشروعاتهم الفنية التي تلاشت فيها الحدود بين التصميم والفنون الجميلة وكيف عبرت أعمالهم عن الوعي المجتمعي الذي يُعد جزءاً لا يتجزأ من النسيج الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو أمر سلّط معرض "تعابير إماراتية: ميادين الفنون" الضوء عليه بوصفه موضوعاً موحداً في الفن الإماراتي المعاصر. تولّى إدارة الجلسة كل من المنسقتين الفنيتين ميساء القاسمي، مدير البرامج – «جوجنهايم» أبوظبي لدى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وريم فضة، المنسق الفني المشارك في قسم فنون الشرق الأوسط، مشروع متحف «جوجنهايم» أبوظبي ومؤسسة «سولومون آر جوجنهايم»، بالإضافة إلى المنسق المساعد منيرة الصايغ مسؤول البرامج في متحف جوجنهايم أبوظبي. وفي هذا السياق، قالت المنسقة الفنية ميساء القاسمي: "تحدث الفنانون عن مصادر إلهامهم وممارستهم الفنية وعملياتهم الإبداعية من خلال أعمالهم الفنية التي قدموها في سياق المفهوم المتبع في معرض "تعابير إماراتية: ميادين الفنون"، الذي تضمن برنامجه العام سلسلة من الحوارات وورش العمل الرامية إلى إشراك وإلهام مجتمع الفنون في دولة الإمارات وكذلك السكان على نطاق أوسع". ومن جانبها، علقت ريم فضة: "يمثّل الفنانون المشاركون ثلاثة مجالات متميّزة ومترابطة في صناعة التصميم وهي الموضة والديكور والرسومات الغرافيكية ولكن بأسلوب يثور ضد الرتابة والمعهود بحيث تنطمس الحدود بين الفنون الجميلة والتصميم الوظيفي. وهذه المناقشة سبرت أغوار العلاقة الممتدة بين الجمال والقيمة الدفينة في جميع أعمال معرض "تعابير إماراتية: ميادين الفنون". وقد أوضح الفنانون بكلماتهم الخاصة كيف تمتد جسور التواصل بين أعمالهم والجمهور عبر تجارب عميقة ملموسة، امتداداً للبرنامج العام الذي دشنه المعرض". وتحدثت مريم السويدي عن عمليها الفنيين "المقعد الكوفي" و"مقعد النقطة الثامنة"، وهما عبارة عن تراكيب تفاعلية فكرتها مستوحاة من التصاميم الهندسية الإسلامية التي يمكن استخدامها أيضاً ضمن الأثاث. في حين كشفت سمية السويدي النقاب عن عملها البديع "عودة إلى الطبيعة"، وهو عبارة عن سلسلة من التصاميم التي يمكن ارتداؤها مثل القفطان وحقائب اليد والساعات التي تتميّز بها لوحاتها الفنية الرقمية والمستوحاة من فكرة إسلامية مفادها أن جميع البشر قد خلقوا من حبة تراب واحدة. وأخيراً، قدم خالد مزينة عمله الفني، وهو عبارة عن سلسلة من الرسومات مستوحاة من العناصر الحضرية ومشاهد المدينة المتمددة من حوله. وبالنسبة لمعرض "تعابير إماراتية: ميادين الفنون"، رسم خالد عدداً من واجهات الأندية الاجتماعية والمجتمعية في إمارة أبوظبي وقدم أعمالاً مرسومة في شكل ملصقات دعائية يمكن للزوّار أخذها من المعرض. سيتم تنظيم الفعاليات اللاحقة من سلسلة معرض "تعابير إماراتية: ميادين الفنون" في 16 فبراير 2016 في ضيافة منارة السعديات، حيث سيتم تسليط الضوء على أندية أبوظبي الاجتماعية التي تعكس ملامح المجتمعات المتنوعة في إمارة أبوظبي، وهي مستوحاة من مفهوم المعرض ويتخللها عرض أعمال فنية كُلف بها فنانون يتم الكشف عنها في "تعابير إماراتية: ميادين الفنون". وسوف تتزامن جلسة النقاش أيضاً مع طرح كتاب يوضح مفهوم المعرض بما في ذلك البحوث التي أجريت حول أندية أبوظبي الثقافية بالإضافة إلى المقالات التي تضع أعمال الفنانين المميّزين في السياق. بالتعاون مع معرض "تعابير إماراتية: ميادين الفنون"، سيتم تنظيم برنامج "آرت سكيب" الشهير الذي يحتفي بفنون دولة الإمارات العربية المتحدة مجددا خلال شهر مارس القادم. تم افتتاح الدورة الرابعة من معرض "تعابير إماراتية" التي تقام تحت عنوان "ميادين الفنون" وبمشاركة 15 فناناً إماراتياً في 12 نوفمبر 2015 ومن المقرر أن تستمر لغاية 31 مارس 2016، حيث يتم تنظيمها في منارة السعديات وفي أرجاء مدينة أبوظبي. وتتميز هذه الدورة الرابعة بتقديمها أعمالا فنية تتضمن ملابس وصوراً وتصاميم أثاث وأعمالاً تركيبية مرئية تفاعلية ولوحات فنية وشروحات توضيحية ومنحوتات ضخمة، إلى جانب استوديو يمارس فيه الفنانون عملهم ميدانياً خلال المعرض..