هاجس الخوف في الاختبارات يجب أن يعم الطالب والأستاذ والمصحح والمراقب والإدارة والتوعية والأهل والأصدقاء ووسائل الإعلام فكلها في خندق واحد وتشمل الرجال والنساء. ونقول للجميع عليكم أن تخافوا من الله، فإن من ولي اي أمر في الاختبارات ليعلم أن له دورا في رفعة الأمة أو انحدارها فنتائج الاختبارات هي مناصب الأمة ومسؤولوها فمن سيتخرج من عندكم هو من سيتولى أمور البلاد والعباد في بلادنا وسيقود سفينة القيادة التي ستتولى كل مناحي الحياة فاختر لنفسك من تريده أن يتولى أمرك وأمر ذريتك من بعدك فكما تدين تدان. ونتذكر علامات المنافق: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا أؤتمن خان. ونبدأ بالطالب فنقول له خف الله، كيف ترضى أن تأكل أنت وتطعم أولادك وزوجتك ووالديك مالا حراما. وأنت قادر على الحفظ والاستيعاب والفهم منذ بداية الفصل فتغش لتنجح بدرجات أعلى من المتميزين والمجتهدين ثم تتولى منصبا وتأخذ مرتبا كان أولى به غيرك. أخرج البخاري وأحمد من حديث خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ يتصرفون فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقّ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». والأستاذ واضع الأسئلة نقول له: عليك أن تخاف من الله فإن أسئلة الاختبارات هي مقياس معرفي فلا تجعلها أداة قتل مزدوجة إما قتل همم لفداحة يسرها فينجح من خلالها الصالح والطالح أو قتل قمم لفداحة عسرها فيتأزم المتميز وهو يرى آماله للقمم تتهاوى وهو قد بذل جهده في التحصيل. ونقول لكل أستاذ اتق الله كيف ترضى لنفسك أن تبيع دينك بعرض من الدنيا زائل وأنت تقدم أسئلة الاختبارات جاهزة للطلاب في عدة صفحات يحفظونها ويدخلون الاختبار لينجح الجميع تقريبا. ونقول لكل من يصحح الاختبارات: خف الله فكيف تجعل الصواب خطأ والخطأ صوابا. إن كنت مرهقا فخذ قسطا يسيرا من الراحة وعد بنية الإصلاح وستجد العون من الله. ونقول لمن ولي مراقبة الاختبارات خف من الله: فأنت أمام اختبار عسير لأمانتك ومحافظتك على العهد والوعد كما أمر الله وليس كما أمر مديرك أو نفسك الأمارة بالسوء وتذكر أن الله رقيب عليك. فكيف ترضى لنفسك أن تضيع البلاد والعباد وتترك الحبل على الغارب ليغش من أراد ويتقطع قهرا وألما المجد الذي يتقي الله ويخشاه وهو يرى الفاشل والمتهاون ينقل الإجابات الصحيحة عيانا بيانا أمام مراقب يتوسد كرسيه وأصابعه تشل عقله وهي تتحرك على أزرار جهازه في عالم افتراضي ينتشله من عالمه الواقعي وهو قاعة الاختبارات، بل نرى جمودا وبلادة من البعض الآخر وهو جالس يرى المنكر أمامه وهو لا يحرك ساكنا. ووسائل التوعية في كل مجالاتها نجدها فقط تركز على تذكير الطلاب بحرمة الغش ولا تذكره بأمانته في حفظ العلم والحضور والمشاركة منذ بداية الدراسة ولا تذكره بآثار الغش عليه في أهله ووطنه لكنها لا تشير إلى بقية الفريق المشارك في الاختبارات. وأنتم أيها الأهل: خافوا الله في أولادكم فلا تقروهم على غش واستهتار بالمعلمين والمدرسة والاختبارات وتشترون لهم الأسئلة والذمم لينجحوا، بل ربوهم على التقوى سرا وعلانية وربوهم على شكر نعمة الدراسة المجانية والكتب المجانية وكل تسهيلات العلم في بلادنا. علموهم جمع الكتب وتوزيعها على المحتاجين داخل البلاد وخارجها وكيف تتم الاستفادة من تدويرها ووضع المال في صدقة جارية. ورافقوهم لتنقذوهم من سباع النهار قبل الليل وهم مروجو المخدرات فكلما حانت الاختبارات صب أعداؤنا على بلادنا حبوب المخدرات بأعداد تصل الى خمسة ملايين حبة وبفضل الله تبطل حكومتنا ترويجها وتقبض على مروجيها، وانقذوهم من مروجي الأخلاق الفاسدة من صحبة السوء. ونقول لإدارة المدارس والجامعات: ما نقوله للأهل ووسائل التوعية خافوا الله، قوموا بعقد شراكات معهم لحفظ نعمة الكتب وانشروا تجريم الغش من جميع فريق الاختبار من طالب واستاذ ومصحح ومراقب وأهل وحي وإعلام. ووسائل الإعلام متى تخاف الله فيما تبثه من نماذج فاشلة كنجوم ورموز لأولادنا فيقتدون بهم في اعتبار ترك الدراسة والفشل فيها طريقا للثراء والشهرة. وأختم بقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون»، وقال تعالى «ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة» وبحديث جامع مانع (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) متفق عليه. وقال «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» متفق عليه. وقال: «إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة يرفع لكل غادر لواء يعرف به، فيقال هذه غدرة فلان».