يسير نادي العدالة من قرية الحليلة بمحافظة الأحساء بخطى ثابتة من أجل الصعود مرة أخرى لدوري الدرجة الأولى، بعد أن كان فيها ذات مرة، وكان ضيفاً خفيف الظل بعد أن هبط في الموسم الذي يليه. كل المؤشرات والدلائل تنبئ بأن حليلة الأحساء بعدالتها على مشارف الصعود متى ما أحسن لاعبوه وجهازه الفني والإداري التعامل مع متقلبات وظروف هذا الدوري الذي لا يختلف في دراميكياته عن دوري الدرجة الأولى، وما يبث التفاؤل بأن الصعود بإذن الله سوف يكون حليفه هو الاستقرار الفني والإداري، بعد أن تعاقدت الإدارة مع مدرب قدير وخبير بالكرة السعودية وهو المدرب التونسي محمد الصعيدي، الذي درب من قبل مجموعة من الأندية السعودية منها الأنصار والوطني وكل هذه الأندية حققت معه نتائج طيبة، خاصة أن معه اثنين من أبناء الحليلة المخلصين يشرفان على الجهاز الإداري وهما الأستاذ عبدالله العبدالله والأستاذ حسن السبيع. ولا ننسى مواقف رئيسه المثقف المهندس عبدالعزيز المضحي، الذي ضحى بماله وجهده ووقته من أجل عودة النادي للدرجة الأولى ومواقفه النبيلة مع أبناء النادي سواء من هم يقطنون في قرية الحليلة أو الوافدين من بقية قرى محافظة الأحساء وتوفير سبل الراحة والمواصلات لهم، والجميل في ذلك ان إدارة هذا النادي الريفي تقوم بتسيير أمور النادي من بقية الأعضاء المقتدرين والجماهير الوفية عن طريق «القطية الأسبوعية»، كتوفير مكافآت للاعبين وشراء المستلزمات الرياضية وكذلك التزامهم بتسديد قيمة عقد المدرب المتعهد به أعضاء مجلس الإدارة، ورئيس النادي استطاع أن يلم الجميع من جماهير ومحبين ولاعبين وأعضاء للنادي، حتى أنه عمل جسر تواصل بين النادي وبقية القرى المجاورة التي أصبحت تندفع لحضور مباريات النادي خاصة التي تكون على استاد الأمير عبدالله بن جلوي، فهي تحضر بكثافة بمؤازرة منقطعة النظير، وعكس ذلك يحدث عندما يقوم مكتب رعاية الشباب بالأحساء بنقل بعض مباريات النادي على الملعب الرديف الذي يشهد فقراً جماهيرياً بسبب سوء أرضية الملعب ورداءة المدرجات الموجودة، وكذلك بساطة الدكة الخاصة بالمدرب واللاعبين التي لا تواكب التطور الموجود في وطننا الحبيب، لذلك أقل ما يقدمه مكتب رعاية الشباب بالمحافظة خاصة خلال المباريات المتبقية أن تكون كلها على الملعب الرئيسي، وهو أمر أصبح واجباً على مدير الملعب ومكتب رعاية الشباب لأن النادي على مشارف الصعود ولا بد من الوقوف معه وهو حق عليهم، وهذا التحفيز يساهم في الرقيّ برياضتنا عامة والأحساء خاصة، ويعود ذلك بالنفع والفائدة على المحافظة عندما يوجد لديها أندية في مختلف درجات المسابقات الكروية. الآن الكرة في مرمى اللاعبين من أجل انتهاز هذه الفرصة؛ لأنها قد لا تأتي قريباً ويجب أن يتذكروا أن الفارق النقطي ليس بالصعب على الأندية المنافسة، وخاصة نادي وج الذي وصل الفارق لخمس نقاط، وهي كفيلة بأن تقلب الموازين وكلنا نتذكر نادي النهضة الذي كان يستعد للاحتفال بصعوده لدوري المحترفين، إلا أن ذلك لم يحدث على الرغم من أنه كان بحاجة لنقطة، إلا أنه عجز عن ذلك، ونحن نتمنى أن يحصل العدالة على المركز الأول للصعود مباشرة دون اللجوء للفاصلة في حالة الحصول على المركز الثاني حيث سيلعب مع ثاني المجموعة الثانية، حينها تصعب المسألة وهي الآن أقرب وأسهل. نعلم أن هناك ضائقة مالية وهي لن تعصف بطموح أبناء الحليلة، ولن تقف حجر عثرة لتحقيق أمانيهم بأن يروا ناديهم في الدرجة الأولى، فما بدأتم به من دعم لناديكم يجب أن لا يتوقف سواء (بالقطية) أو حتى بدعم الروح المعنوية للاعبين والجهازين الفني والإداري، فهم بحاجة لوقفتكم الصادقة، أما المتبقي أربع جولات فيها اثنتا عشرة نقطة، من بينها مباراتان بالأحساء ومن وجهة نظر أرى أن الصعود سيكون حليف العدالة، وسوف يقدمه نادي العيون هدية لجماهير المحافظة، وما على العدالة إلا الفوز في مباراة الصفا.