تحصل شركة جنرال إلكتريك على أكثر بكثير من 5.4 مليار دولار من مبيعات قسم الأجهزة المنزلية في المجموعة. مبلغ 5.4 مليار دولار هو الثمن الذي سوف تدفعه شركة هاير الصينية مقابل الاستحواذ على قسم الثلاجات والغسالات من أيدي جنرال إلكتريك، المجموعة المختصة بالتصنيع. إنه بالتأكيد ليس مبلغا صغيرا. في الواقع، يبلغ الثمن حوالي 2 مليار دولار أعلى مما كان يتعين على جنرال إلكتريك الحصول عليه من بيع شركة إلكترولوكس قبل أن ترغمها قوانين مكافحة الاحتكار على إفشال تلك الصفقة في الشهر الماضي. لكن المبلغ الفعلي بالدولار هو أقل أهمية مما تعنيه هذه الصفقة بالنسبة للتحول في شركة جنرال إلكتريك. لقد كان بيع قسم الأجهزة المنزلية أمرا حيويا بالنسبة لحلم الرئيس التنفيذي جيف إيملت في إيجاد شركة جديدة تركز على جوهرها الصناعي، مع نظرة للمستقبل. المجموعة التي كانت ذات مرة شركة راسخة لا تتبدل، لعبت دور السياسي الشاذ والذكي: فقد تخلصت من معظم قسم "جنرال إلكتريك كابيتال" (الذي كان يقوم بأعمال التمويل)، واستكملت عملية الشراء البالغة قيمتها 10 مليارات دولار لأصول الطاقة لدى شركة ألستوم الفرنسية، واستثمرت في العمليات التشغيلية الرقمية، ونقلت مقرها إلى بوسطن الأكثر صداقة للتكنولوجيا، والآن هي تتخلص من قسم الأجهزة ذي الهوامش الأدنى. تلك التغييرات ستسمح للأعمال التجارية الأفضل في فئتها في جنرال إلكتريك أن تقوم بتصنيع كل شيء بدءا من التوربينات إلى قطع غيار الطائرات؛ من أجل الحصول على المزيد من الفضل الذي تستحقه وإفساح المجال أمام بذل جهود جديدة تكون أكثر إثارة وأكثر ربحية من الثلاجات. لتحقيق تلك الغاية، كان للصفقة مع هاير جزء ثان لم يحصل على نفس القدر من الاهتمام وسط الضجة التي أثيرت حول سعرها البالغ 5.4 مليار دولار. فقد أعلنت كل من جنرال إلكتريك وهاير عن شراكة استراتيجية طويلة الأجل تتركز على الرعاية الصحية والتصنيع المتقدم، والاهم من ذلك، ما يسمى بالانترنت الصناعي. يتركز قطاع أعمال الانترنت الصناعي في شركة جنرال إلكتريك على تقديم تحليلات كبيرة للبيانات يمكنها المساعدة في خفض تكاليف التشغيل، وتحسين الأداء وإطالة مدى حياة الأصول في المعدات التي تبيعها. إذا أصبح كل شيء من الثيرموستات إلى المكبرات رقميا، فمن المنطقي فقط أن تحذو حذوها الآلات الصناعية. تتقدم جنرال إلكتريك على نظيراتها الصناعية (مثل سيمنز الألمانية) في هذا المجال، وليس لديها أي نية للسماح لأحد اللحاق بالركب. من المتوقع أن القسم الرقمي المستحدث حديثا سوف يُبلِغ عن إيرادات تبلغ 5 مليارات دولار لعام 2015، وفقا للشركة. يعتبر هذا جزءا بسيطا من إجمالي مبيعات شركة جنرال إلكتريك، لكن هذا المبلغ يمثل إيرادات تفوق ما تستطيع أن تدعيه لنفسها شركات مثل أدوبي للأنظمة أو سيرنر، وهذا ليس بعيدا عن ما ستحققه (سيلزفورس.كوم) عن عام 2015. حاول أن تفكر في الموضوع لعدة ثواني. جنرال إلكتريك منذ فترة بسيطة فقط أخذت تسوق نفسها على أنها شركة رقمية، لكنها أخذت منذ الآن تتنافس بقوة مع عدد من أكبر اللاعبين الرقميين. تقول جنرال إلكتريك: إنها ترغب في جعل الوحدة الرقمية واحدة من شركات البرمجيات العشر الرائدة بحلول عام 2020. وهي تخطط منذ الآن لتنفيذ عمليات استحواذ لزيادة الأعمال التجارية الخاصة بقطاع الانترنت الصناعي كجزء من ميزانية الاستحواذ والاندماج البالغة قيمتها 10 مليارات دولار خلال السنتين أو الثلاث سنوات المقبلة. الشراكة مع هاير - والتي من خلالها ستساعد هذه الشركة الصينية في تنفيذ مشروع المنصة السحابية بريدكس لجنرال إلكتريك - جنبا إلى جنب مع الحرية في التركيز على أجهزة الاستشعار الرقمية بدلا من أفران التحميص قديمة الطراز، سيساعد في دفع جنرال إلكتريك نحو تحقيق ذلك الهدف. لم تسر الأمور على ما يرام بالنسبة لمبرمي الصفقات المحتملين الآخرين الذين تعرضوا لمشاكل تنظيمية. تعتبر جنرال إلكتريك محظوظة بإتمامها مبيعات وحدة الأجهزة المنزلية لديها، خاصة بشكل سريع جدا بعد المواجهة مع وزارة العدل حول صفقة شركة إلكترولوكس. شركة كومكاست وسبرينت عالقتان في طي النسيان في عالم إبرام الصفقات، في انتظار نظام لمكافحة الاحتكار أكثر تساهلا بعد اصطدامهما مع الجهات التنظيمية في مساعيهما للاستحواذ على تايم وورنر كيبل وتي-موبايل، على التوالي. تركز سيسكو على إرضاء المستثمر الناشط "تريان لإدارة الأموال" بعد خسارتها معركة قانونية تتعلق بعملية شراء بمبلغ 8.2 مليار دولار لشركة يو إس فوذز (الأطعمة الأمريكية). ولا تزال كل من ستيبل وأوفيس ديبو في عراك مع الجهات التنظيمية في المحكمة. لكن لاحظ أن الموافقة التنظيمة على صفقة جنرال إلكتريك مع هاير ليست ضمانا. الشركات الصينية التي تشتري الأصول الأمريكية غالبا ما تستلفت المزيد من انتباه المنظمين الأمريكيين، ولدى هاير بالأصل وجود صغير في سوق الأجهزة المنزلية الأمريكية. لكن الفرص أفضل بكثير أمام ما يمكن أن نقول عنها إنها صفقة أفضل بكثير.