من المتوقع أن يشارك مارك كارني بأفكاره بشأن التوقعات للمرة الأولى هذا العام، وهو نفس الأسبوع الذي يقدم فيه عدد كبير من البيانات نظرة جديدة لتوقعات الأسعار والسياسة. نمو الأجور الأضعف قد يقدم لمحافظ بنك إنجلترا بعض التبرير بعد أن ترك مسؤولوه سعر الفائدة عند مستوى قياسي منخفض هذا الشهر. التقارير حول العمل والأجور والتضخم ومبيعات التجزئة تساعد في تسليط الضوء على أداء الاقتصاد، في حين أنه من المقرر لكارني وعضو لجنة السياسة النقدية جيرتجان فليج إلقاء خطابات حول ذلك. كانت لجنة السياسة النقدية بالفعل على حذر في نهاية عام 2015، واضطراب السوق في الآونة الأخيرة، معربة عن قلقها بشأن صحة الاقتصاد الصيني، كما أن حدوث تراجع جديد في مجال النفط قد عزز هذا الرأي. صندوق النقد الدولي قام بتحديث توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي (حيث خفَّض توقعاته السابقة) بعد بداية مضطربة للسنة التي دفعت الاقتصاديين والمستثمرين لابعاد الرهانات حول توقيت رفع أسعار الفائدة من بنك انجلترا. وقال فيل راش، وهو خبير اقتصادي في بنك نومورا الدولي في لندن: «كارني قد يوضح حقيقة الاضطرابات في الأسواق المالية وما يعنيه ذلك وحول صدمة أسعار النفط». وأضاف «من المرجح لنمو الأجور أن يعاني من مزيد من الانخفاض، الأمر الذي يبقي الضغط على لجنة السياسة النقدية من أجل أن تقوم برفع أسعار الفائدة». الصورة في بريطانيا أيضا لا تساعد الحجة الداعية إلى رفع سعر الفائدة في المملكة المتحدة من 0.5 في المائة، حيث كانت منذ نحو سبع سنوات. بالإضافة إلى ضعف النمو في الأجور، تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن الاستفتاء القادم في المملكة المتحدة حول ما إذا كانت ستظل جزءا من الاتحاد الأوروبي هو أمر يلقي بثقله على الثقة. في تقييم مسؤولي البنك المركزي البريطاني الأسبوع الماضي، قالوا إن تراجع خام برنت إلى أدنى مستوى له منذ 12 عاما من المرجح أن يؤثر على التضخم، وخفضوا من توقعاتهم القريبة الأجل. ربما ارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بنسبة 0.2 بالمائة على أساس سنوي في ديسمبر، وذلك وفقا لمسح أجرته بلومبيرج قبل صدور بيانات يوم الثلاثاء. من شأن ذلك أن يكون النمو الأسرع منذ يناير 2015، ولكن لا يزال أقل بكثير من رقم بنك إنجلترا المستهدف والبالغ 2 في المائة. من المقرر لكارني إلقاء محاضرة في ظهر نفس اليوم في كلية الاقتصاد والتمويل في جامعة الملكة ماري في لندن، قبل أن يتوجه الى دافوس لحضور الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي. وسيتم مراقبة تصريحاته عن كثب بحثا عن مؤشرات لتفكيره حول تطور الأسعار. وسيتحدث فليج عن التركيبة السكانية في كلية لندن للاقتصاد. انخفض الجنيه إلى 1.4248 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوياته منذ مايو 2010، قبل أن يعاود انتعاشه. كان يتداول بسعر 1.4296 دولارا اعتبارا من 12:04 بتوقيت لندن، بارتفاع بنسبة 0.3 في المائة منذ يوم الجمعة. ليس من المقرر للتضخم أن ينتعش في أي وقت قريب. وفي توقعات EY ITEM Club لعام 2016، التي نشرت يوم الاثنين، توقعت أن يبقى سعر الفائدة الرئيسي أقل من 0.5 بالمائة حتى منتصف العام ولن يصل إلى 1 في المائة حتى الربع النهائي. وقال البيان إن ذلك سيصعب الأمر على لجنة السياسة النقدية من حيث زيادة سعر الفائدة الرئيسي حتى وقت متأخر من هذا العام. في الوقت نفسه، البيانات في سوق العمل، والتي وضعها مسؤولون في مركز السياسة، قد أشارت إلى فتور في الأشهر الأخيرة. وقالت نائبة المحافظ مينوش شفيق إنها تنتظر من الأجور أن تتسارع نسبة إلى الإنتاجية قبل بدء التصويت لإطلاق رفع أسعار الفائدة. ويتوقع من تقرير يوم الاربعاء إظهار ارتفاع في الأجور العادية إلى 1.8 بالمائة على أساس سنوي في نوفمبر، أضعف مستوى له منذ يناير. وفي حين أنه توجد مشاعر توتر حول توقعات الاقتصاد العالمي، إلا أن الاقتصاد البريطاني ما زال ينمو، ويبلغ معدل البطالة فيه أدنى مستوى له منذ أكثر من سبع سنوات. ووفقا لصموئيل تومز من مؤسسة «باثيون للاقتصاد الكلي»، فقد ذهبت الأسواق «بعيدا جدا» في توقع أن تصمد أسعار الفائدة على حالها لمدة عام آخر. وقال: «أرقام الأرباح هي الأساس». وأضاف أن كارني يمكن «أن يشير إلى أنه يعتزم رفع أسعار الفائدة في وقت أسرع، شريطة أن تستمر سوق العمل في التشديد».