كم هو مؤلم ما يحدث لنادي الرائد من وضع مأساوي حل بالفريق لهذا الموسم.. ما يعانيه هذا الكيان الستيني من تدهور في المستوى وخلل بالمنظومة الإدارية وفشل ذريع في جهازه الفني وسوء اختيار اللاعبين وابتعاد شرفييه ليس وليد اليوم، بل هو نتاج لفشل فكري ومغامرة ادارية من صعوده الأخير قبل ثمانية أعوام. هوية الفريق لهذا الموسم مفقودة بسبب إدارة ركيكة الفكر والتعامل مع عناصر الفريق، هذه الإدارة التي لم تستفد من أخطائها بقيادة عبداللطيف الخضير الذي وفرت له بعض من أدوات النجاح، ساعدته على قبول مهمة قيادة النادي. هناك من وصف قبول الخضير برئاسة الرائد بالخطوة الشجاعة وهم محقون، لكن هذه الشجاعة كانت مشروطة بوجود بعض المداخيل المالية، كمقدم بيع عقد الجبرين 5 ملايين ريال، والاستفادة من عقود درويش والحارس الكسار، بالاضافة الى السماح بتسجيل اللاعبين والذي كان عائقا بسبب الديون التي خلفتها ادارة المطوع، وقبل كل هذا وقوف الرمز ناصر الجفن رئيس هيئة أعضاء الشرف ساعدته على قبول المهمة. الرائد أنهى موسمه الأول مع ادارة الخضير بالبقاء بشق الأنفس، وقد يعذر في ذلك لقلة خبرته أولا وهاجس الديون ثانيا، ولكن أبت هذه الإدارة ان تهدم استقرارها وتعيده الى دوامة الارتجالية، وأول ما قامت به هي إقالة المدرب السويح وانهاء عقود افضل محترفيها، موندومو وحسن الطير وجلب من هو أقل منهم عطاء للفريق، مما أثقل الخزينة ماليا وعلاجيا في عيادة النادي. لا أعلم ما هو المكسب الحقيقي حينما استلم الخضير رئاسة النادي، هناك من يصف ان الخضير أخرج الرائد من دوامة المديونيات بالكامل، نقول له شكرا ولكن ليس جزيلا لأن الديون تم تسديد جزء ليس بالقليل من ادارة المسلم والمتبقي من ذلك عن طريق المداخيل وما تبقى من صفقة الجبرين ودرويش، والمكرمة الملكية وبعض مداخيل النادي، مقصدي في الأمر ان اي شخص قادر على تسديد الديون بوجود هذه الحلول، يستغرب بعض محبي الرائد بوضع الفريق، كيف لا وهو يفتقد لهيبة المشرف وللمدرب الجيد بالإضافة للغياب التام للدور الفعلي لنائب الرئيس. لن أعتبر استقالة الخضير شجاعة لانها استقالت بعدما استنفذت جميع الحلول وبعدما جعلت خزينة النادي شبه خاوية، والسبب سوء الصرف والشروط الجزائية والاستعانة بسماسرة الوهم، إلا انها لم تستطع تسديد مبالغ مستحقة عليها قبل فترة التسجيل. انتقادنا للخضير لا يعني التقليل منه كشخص، فهو قبل ان يكون رئيسا هو محب رائدي وشرفي فعال، الخضير رجل دمث الخلق ويحسن الاستماع ولا يسعى للشخصنة كما فعل من سبقه، لن نقول ان استقالتك خسارة بل ان انضمامك للمجلس الشرفي من جديد هو المكسب الحقيقي. التفافة السيف والتويجري قبل مباراة هجر كانت مثمرة ولكن هذا الالتفاف ينقصه القرب أكثر من أعضاء الشرف المبتعدين لتفعيل دور المكتب التنفيذي من جديد، وأنا هنا أقصد الأعضاء الفاعلين والمؤثرين وعلى رأسهم المبتعد مؤخرا الجفن والمحيميد والرميخاني والفواز والمشيطي وهذه مهمة امين هيئة أعضاء الشرف إبراهيم الثويني. لا أعلم ما هو سر ابتعاد الجفن من منصبه فهو علامة بارزة ورقم صعب مع الكيان الرائدي وللأسف هناك من كبار الرائديين فرحوا بابتعاده. لهيئة أعضاء الشرف من جديد.. تشكيل المكتب التنفيذي خطوة مهمة ولكن كان يجب عليها التريث قبل ان تكلف نائب الرئيس لقيادة النادي لنهاية الموسم فهو شخص يقتصر ظهوره على الخروج الإذاعي والفضائي. كان من المفترض إقالة مدرب الفريق وايجاد البديل الناجح وفي ذلك يستوجب وجود لجنة فنية للاستعانة بخبراتهم. الجماهير الرائدية تنتظر حسم صفقات اللاعبين الأجانب بدلا من التسويف واضاعة الوقت. رسالة إلى الإعلام الرائدي جميعا وحدو الصفوف الرائد بحاجتكم. قبل الختام: خالد السيف وعبدالعزيز التويجري نختلف معكم لكن لا نختلف عليكم، انتم رجال لا تظهرون إلا في الشدائد. الجندي المجهول عبدالله السبيعي أتعبت من بعدك.