يصادف هذه الايام ذكرى غالية على نفوسنا جميعاً، وهي مرور سنة على بيعة الشعب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وتوليه مقاليد الحكم في هذه البلاد الغالية. إن العبرة ليست بمرور الأيام والأزمنة، بل فيما تملؤه هذه الأيام من منجزات وعطاءات، وبما يتركه الانسان فيها من بصمة وأثر عظيم، وبهذا المعيار فإن السنة الأولى لخادم الحرمين الشريفين كانت حبلى بالمنجزات العظيمة على المستويين الداخلي والخارجي على حد سواء. هي سنة بعمر الزمن، لكنها أضعاف ذلك بحساب المنجزات، ومما يجعل هذه السنة عظيمة بإنجازاتها أنها مرت في أصعب الظروف الإقليمية والدولية الحالكة، في ظل الأحداث الجارية في الوطن العربي الذي مازال يعاني مخاضات ما يسمى الربيع العربي. وفي ظل الأمواج المتلاطمة من الأحداث والصراعات قاد سلمان العزم مركب الدولة بما حباه الله من خبرة وحنكة وبراعة سياسية وقدرة على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب. لقد بدت بصمات خادم الحرمين الشريفين واضحة على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية فمن إعادة ترتيب البيت السعودي الكبير إلى وضع المملكة في مكانها القيادي الذي تستحقه على المستوى العربي والاسلامي والدولي. وأود الإشارة هنا إلى اهتمامه - حفظه الله - بمسيرة التنمية وتنويع مصادر الدخل للمملكة، لتقليل الاعتماد على الثروات الطبيعية التي تتعرض لتغير حاد في أسعارها تبعاً لعوامل اقتصادية وسياسية، بعضها خارج سيطرة الدول المصدرة لها. وها نحن نعيش مرحلة التحول الوطني، الذي يركز على وضع استراتيجيات واضحة لكافة أجهزة الدولة تعتمد على معايير علمية ووسائل قياس دقيقة للأداء في كافة المبادرات والمشاريع التي توفر قيمة مضافة للاقتصاد الوطني. ولعل من اللمسات الواضحة في عهده - حفظه الله - إعطاؤه الفرصة لجيل الشباب ممثلاً في سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - والكوادر الشابة من الجنسين في كافة قطاعات الدولة، استجابة لمتطلبات المرحلة التي يعيشها العالم بأسره. ختاماً : أستطيع القول : إن سلمان الحزم قد سخر حنكته السياسية وخبراته الطويلة في أروقة الدولة والحكم، ليبرز لنا من عصارة ذلك نهجاً متميزاً في إدارة شؤون البلاد في أصعب الأوقات وأكثرها اضطرابا. وهنا يأتي دور (القيادة الملهمة) التي تصنع شخصية فريدة للدولة، وتضع لها بصمة مميزة لا تخطئها عين ناظر، فهنيئا لنا جميعا بقائد همام مثل خادم الحرمين مد الله في عمره ووفقه وأركان حكومته للخير والسداد، وحفظ الله لبلادنا أمنها ورخاءها وعزها في ظل القيادة الرشيدة.