كيف نتفادى تكرار غرق جدة وبريدة من الأمطار الموسمية؟ ماذا نعمل لتجنب تكرار حريق مستشفى جيزان؟ ما التوصيات لتفادي اهتراء سفلتة الطرق وتصدع الجسور والمباني والمدارس؟ ما الحل لشقلبة القطارات وعدم تحملها حرارة طقسنا؟ هل نحن راضون بنتائج الكوارث التي شهدناها مؤخرا والتي أودت بضحايا ومصابين، وكبدت الدولة خسائر مالية؟ هل وزارة التعليم او وزارة الصحة او وزارة الشؤون البلدية والقروية او وزارة النقل لديها منظومة فاعلة لإدارة شؤون التفتيش والسلامة على مشاريعها؟ الإجابة توجد عند رجل الشارع البسيط! الحل المشترك لما ذكر أعلاه يكمن في إنشاء هيئة حكومية مستقلة باسم «هيئة التفتيش والسلامة» بحيث تكون مرجعيتها للمقام السامي، وتشمل مسؤولياتها متابعة مشاريع ومرافق ومعدات جميع الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية وكذلك القطاع الخاص. حيث يقترح ان يكون من ضمن مسؤولياتها إصدار تشريعات وتعليمات هندسية وفنية لها علاقة بالتفتيش والسلامة، ومثال ذلك تعليمات تصميم نظام الاطفاء والذي يشمل عمل مسافات آمنة بين المعدات وكذلك تحديد عدد مضخات إطفاء الحريق وتركيب اجهزة الكشف المبكر عن الحريق وكذلك تحديد مخارج الطوارئ.. الخ. من مهام «هيئة التفتيش والسلامة»، التفتيش على المعدات والاجهزة في البلد المصنع لها، بحيث تفسح فقط إذا اجتازت اختبارات التفتيش والسلامة باستخدام اجهزة متقدمة يشرف عليها موظفون متخصصون ولديهم صلاحية مطلقة بايقاف شحن اي اجهزة ومعدات لا تتجاوز الاختبارات. ومن ضمن صلاحية الهيئة المقترحة دعم مشاريع الدولة والمتمثلة بإشراك فريق السلامة والتفتيش في ادارة المشاريع والتي تشمل مراقبة جودة صب الخرسانة وجودة السفلتة وعمل اختبارات لأسقف المباني وأداء مضخات مياه الحريق والكشف عنها. كما يجب ان يكون من ضمن مهام فريق «هيئة التفتيش والسلامة» الموافقة على برامج الجودة والسلامة الخاصة بالمقاولين والتأكد من أهلية موظفي التفتيش والسلامة الخاصة بهم، كما يجب ان يكون اشراف موظفي هيئة التفتيش والسلامة ميدانيا وتسجيل المخالفات وعمل مؤشرات للتفتيش والسلامة قبل وأثناء تنفيذ المشاريع. من ضمن مهام الهيئة المقترحة، التوقيع على إجراءات التسلم للمباني والمرافق والطرق الجديدة والمصانة ويجب ان تكون موافقة الهيئة إلزامية ولا تتجاوز صلاحياتها إلا بأمر سام. كما يقترح ان تكون من ضمن صلاحية «هيئة التفتيش والسلامة»، اجراء تفتيش دوري على المرافق والمباني والطرق العاملة، بحيث يشمل أنظمة مكافحة الحريق وتدريب الموظفين على التعامل مع الحريق وكذلك التفتيش على جودة القواعد والأعمدة الخرسانية وكذلك سماكة الأنابيب وعزل الأجهزة الكهربائية والتأكد من عمل اجهزة الطوارئ. الهيكل التنظيمي لهيئة التفتيش والسلامة المقترحة يجب ان يشمل إنشاء ادارة متخصصة لوضع الأنظمة الهندسية وكذلك إنشاء ادارة لإسناد المشاريع وادارة لإسناد عمليات السلامة والتفتيش على المباني والمرافق والمعدات العاملة، وكذلك إنشاء ادارة للدعم الفني ومراقبة الأداء. هذه الهيئة الجديدة يجب ان ينقل اليها الموظفون العاملون في جميع القطاعات على ان يعاد تأهيلهم وتدريبهم، كما يقترح الاستعانة بخبراء أجانب متخصصين واسناد بعض مهامها لشركات متخصصة داخل وخارج المملكة. اقتراح إنشاء هيئة التفتيش والسلامة سيحفظ الأرواح بإذن الله ويقلل الخسائر ويجعل سمعة وطننا مميزة، ويجعلنا كمواطنين نفتخر اكثر بوطننا، فهل يراجع هذا الاقتراح مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية أم نجدد البكاء والأحزان، وننشئ اللجان وننشئ اللجان؟ نسأل الله الرحمة لشهداء ومصابي مستشفى جيزان.