فجر مجهولون، في وقت مبكر صباح امس الجمعة، أحد أنابيب ضخ المواد النفطية في ميناء الزيت بمدينة البريقة محافظة عدن، جنوبي اليمن، وكثف الطيران العربي عملياته الجوية على المناطق الحدودية، بالتزامن مع تجدد المواجهات العنيفة بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيات الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع المحتشدة جنوب مديريتي حرض وميدي الحدوديتين بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، وأفادت مصادر في صنعاء أن ميليشيات الحوثي قامت بتصفية عبدالله محمد الضمين الشريف أحد قادتها في مديرية الزاهر بمحافظة الجوف، بتهمة الانتماء إلى جهاز الأمن القومي في فترة حكم المخلوع صالح، وذلك بعد خمسة أيام على اغتيال الحوثيين لعبدالولي العكيمي احد قادتهم من رجال قبائل الجوف وسط العاصمة اليمنية صنعاء على أيدي مسلحين من المتمردين في صنعاء، بعد خلاف نشب معه. عشرات الغارات وفي التفاصيل، ذكرت مصادر ميدانية أن مقاتلات التحالف العربي تنفذ بشكل يومي، عشرات الطلعات الجوية على خطوط التماس الفاصلة بين قوات الشرعية والانقلاب جنوب مديريتي حرض وميدي ومديريات بكيل المير وخيران وعبس ومستبأ المجاورات، والتي انسحب إليها مسلحو الجماعة والمخلوع، بعد سقوط جبهاتهم الأمامية وسيطرة الجيش الوطني والشرعية على جمارك حرض ومعسكرات الحرس وميناء ومدينة ميدي خلال الأيام الماضية. وأوضحت المصادر أن طائرات التحالف العربي تنفذ غارات جوية يومية على مواقع المليشيات في المديريات الحدودية والقريبة من خطوط المواجهة شمال محافظة حجة، بمعدل 50 طلعة جوية وعملية عسكرية كل 24 ساعة. أكدت مصادر ميدانية يمنية مقتل 40 عنصرا من الميليشيات الانقلابية بينهم قيادي حوثي وذلك في مواجهات وهجمات وغارات شهدتها عدة محافظات. وأضافت المصادر أن مسلحين من مقاومة إقليم آزال قتلوا القيادي الحوثي أبو الحسن الضمين في حارة السلام جنوب منطقة شملان بالضاحية الشمالية الغربية للعاصمة صنعاء. وأفادت مصادر ميدانية في تعز جنوب غرب البلاد بتمكن رجال الجيش والمقاومة من تطهير واستعادة سوق نجد قسيم فيما دارت اشتباكات بين رجال الجيش الوطني مسنودين بالمقاومة من جهة ومليشيا الحوثي والمخلوع على إثر بدء الجيش والمقاومة عملية تطهير قرية القبع الواقعة بين سوق نجد قسيم والكسارة جنوب غرب المدينة. وأكدت المصادر مقتل 17 وجرح 20 من عناصر مليشيا الحوثي والمخلوع وتدمير طقم في عملية نوعية لابطال المقاومة في منطقة أجلة شرق تعز استهدفت تعزيزات للميلشيا باتجاه دمنة خدير. وفي تعز أيضا ذكرت مصادر ميدانية أن طيران التحالف استهدف في إحدى غاراته مخزنا للأسلحة كانت تستخدمه الميليشيات لتموين عناصرها منه شمال منطقة ثعبات مشيرة إلى أنه سقط في الغارة 5 قتلى من عناصر الميليشيات فيما جرح آخرون منهم. زرع عبوة ناسفة وقال مصدر مسؤول بشركة مصافي عدن، رفض ذكر اسمه، إن "مجهولين زرعوا عبوة ناسفة انفجرت في أحد أنابيب الغاز الرئيسة، وتسببت باشتعال النيران فيه بكثافة". وأضاف "لم يسفر الانفجار عن إصابات بشرية، لكنه ألحق أضراراً بالغة بالأنبوب، واحتراق ما يعادل 300 طن من المشتقات النفطية كانت بداخله". إلى ذلك، قال فنيون في الشركة، إن "طواقم العمل في المصفاة تمكنت في وقت وجيز، من قطع إمدادات الوقود عن الأنبوب المحترق، ومنع وصول ألسنة اللهب إلى الخزانات الضخمة، فيما حاصرت فرق الإطفاء النيران وحالت دون توسعها". وذكر سكان محليون أن تبادلا لإطلاق النار أعقب عملية التفجير، بين حراسة المنشأة النفطية ومنفذي العملية، وتم القبض على أحد المنفذين. فيما لم يصدر بيان رسمي، من قبل السلطات الأمنية في عدن، يؤكد ذلك أو ينفيه. وأعاد الحريق إلى الأذهان عمليات قصف نفذتها قوات موالية للحوثيين، لمرتين متتاليتين في 27 و29 يونيو الماضي، على خزانات الوقود في ميناء الزيت، وأدت إلى خروج المصفاة عن الخدمة حينها. لقاءات هادي من جهته، التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عددا من قيادات بعض المحافظات اليمنية منها شبوة وإب وتعز. وناقش هادي مع قياديي محافظة شبوة الاحتياجات الملحة التي تحتاجها المحافظة على الصعيدين الأمني والتنموي. وأكد على ضرورة تقديم جميع أشكال الدعم والمساندة للمحافظة لتوفير الأمن والاستقرار وسرعة تقديم الخدمات الأساسية. واستقبل هادي أعضاء قيادة مجلس المقاومة بتعز وعدداً من أعضاء المجلس العسكري، وتابع معهم تطورات سير المعارك في مختلف الجبهات وخطط استعادة المحافظة. وخلال اللقاء الذي جمعه بقيادة المجلس العسكري في محافظة إب، وجّه الرئيس اليمني إلى اعتماد ثلاثة ألوية عسكرية في المحافظة لبسط هيمنة الدولة، مؤكدا تقديم الدعم المطلوب للألوية العسكرية بها. مصر والتحالف وفي سياق قريب، اعتبر سياسيون مصريون، أن استمرار مصر في التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، دلالة واضحة على قوة العلاقات المصرية السعودية الحالية، مؤكدين أن السعودية أخذت الخطوة دائمًا وأعلنت أنها ستمد مصر بما يكفيها من المواد البترولية لمدة 5 سنوات. ووصف الأستاذ الجامعي، حسن نافعة، العلاقات السياسية التي تربط البلدين بالجيدة، معتبراً أن السعودية بجانب مصر خلال ثورة 30 يونية، وطبيعي أن ترد لها مصر جزءا من هذا الفضل، إضافة إلي المعونات التي قدمتها السعودية إلي مصر في شكل منح لا ترد وذلك لمنع تدهور الاقتصاد المصري. كان مجلس الدفاع الوطني المصري، قد وافق الخميس الفائت، على تمديد المشاركة في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن لمدة عام إضافي، حيث اجتمع المجلس، برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي وشارك فيه لأول مرة علي عبدالعال رئيس البرلمان الجديد. وفي يوم 26 مارس الماضي وافق مجلس الدفاع المصري علي مشاركة عناصره ضمن قوات التحالف العسكري ضد الحوثيين، وأصدر تفويضا مدته 40 يوما فقط، ومدد التفويض لثلاثة أشهر في مايو قبل أن يمدد لمرة ثانية في أغسطس لمدة ستة أشهر.