بح صوتنا ونحن نناشد الأندية السعودية بالترشيد في حجم الانفاق المالي لديها، خصوصاً وأنها تعيش أزمة مالية خانقة فما من نادٍ إلا وتكاد تعاني خزينته من شح مالي لدرجة ذهبت بأندية الهلال والنصر لطلب قروض بنكية لسد العجز المالي لديها!!! وهو ما وافقت عليه رعاية الشباب مؤخراً على غرار نادي الاتحاد الذي حصل على قرض بنكي لتسوية ديونه وأعتقد أن مسلسل المطالبات على الاتحاد لا يزال مستمرا!! الأندية بالرغم من أنها تعيش أزمة مالية خانقة إلا اننا نجدها في نفس الوقت تنفق ببذخ على تعاقدات اللاعبين والمدربين، وكذلك فترات الاعداد سواء قبل بداية الموسم، او فترة التوقف الشتوية. البذخ في التعاقدات يكون من خلال سوء الاختيار للاعبين لا طائل منهم وذلك بالتوقيع معهم مباشرة بدون اخضاعهم لتجارب معايشة وفحص طبي، أو حتى استشارة المدرب قبل جلبهم للفريق، ومن ثم لا يحصلون على قناعات المدرب وبالتالي تقتضي الحاجة تسريحهم وجلب بدلاء عنهم في الفترة الشتوية، وهذا الأمر ينطبق على اللاعبين الأجانب والمحترفين. ليس من المعقول ان تقوم 8 فرق من أصل 14 فريقاً هي قوام دوري عبداللطيف جميل بتغيير مدربيها مع انتصاف الموسم فباستثناء الهلال والأهلي والتعاون والفتح والخليج والفيصلي، تعاقدت باقي الفرق مع مدربين جدد لانقاذ ما يمكن انقاذه، لكن العيب ليس في المدربين فالمدرب الذي ينجح في مكان قد يفشل في مكان آخر، لكن الخلل يكمن في سوء اختيار الأدوات التي سيعمل بها المدرب وأيضاً سوء فترة الإعداد. ما شد انتباهي أكثر، وجعلني في حيرة من أمري من البذخ الذي تقوم به أنديتنا هو استمرار موضة المعسكرات الخارجية الأقرب للسياحية في فترة التوقف الحالية لدوري عبداللطيف جميل نظراً لمشاركة المنتخب الأولمبي في بطولة أمم آسيا تحت 23 عاماً المؤهلة لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، إذ كيف لأندية تعاني من العجز المالي وبموافقة رعاية الشباب أن تحزم حقائبها لتقيم معسكرات في قطروالإمارات، حيث اختارت أندية الاتحاد والأهلي والشباب والخليج دولة الإمارات لإقامة معسكراتها الخارجية، فيما فضلت أندية التعاون وهجر والفتح اقامة معسكر في قطر، بينما اكتفت أندية النصر والهلال والفيصلي ونجران والوحدة والقادسية والرائد بالمعسكرات الداخلية. المعسكرات الخارجية تكلف الأندية مبالغ مالية طائلة تستنزف خزينة النادي الخاوية وتراكم عليها الديون أكثر مما هي فتكلفة اقل معسكر خارجي لن تقل بأي حال من الأحوال عن الأربعمائة الف ريال للبعض مهما حاولت الأندية التقشف وقد يصل الأمر الى مليوني ريال، وذلك حسب مدة المعسكر التي تتراوح من أسبوع لعشرة أيام، ناهيك عن المردود الفني الذي سيكون ضعيفاً لقصر الفترة الزمنية، وعدم تواجد لاعبي المنتخب الأولمبي، وعدم اكتمال ملف المحترفين الأجانب لمعظم الفرق. هل تجني تلك الفرق ثمار المعسكر الخارجي بما يوازي حجم الانفاق الذي أنفقته في تلك المعسكرات لكي يتساوى طرفا المعادلة الصعبة؟ لا أظن أن المعسكرات الخارجية ستبدل حال الفرق، لأنه وببساطة شديدة التدريبات هي نفس التدريبات التي تقوم بها في المعتاد، والأجواء هي نفس الأجواء عندنا، فمدن الدوحة لا تختلف أجواؤها على مدار العام عن أجواء الرياض والمنطقة الشرقية أو الطائف، حتى المباريات الودية التي تخوضها أنديتنا في المعسكرات الخارجية تأتي أمام فرق سعودية تعسكر في نفس المدينة باستثناء مباراة أو اثنتين مع فرق أقل في المستوى سواء إماراتية أو قطرية، إذا ما الداعي لتحمل أعباء مصاريف إضافية، أليس من الأولى توفير تلك المصاريف لتسليم اللاعبين مقدماتهم ورواتبهم في مواعيدها بدلاً من تأخيرها لشهر أو شهرين أو أكثر في بعض الأندية، أعتقد أن اللاعب في حال تسلمه لراتبه بانتظام سينحت في الصخر من أجل ناديه، بدلاً من قتل الحماس لديه بسبب تأخير الرواتب والمكافآت. لا أطالب الأندية بألا تقيم معسكرات خارجية لكني أطالبها بالترشيد في حجم النفقات لديها فبإمكان الأهلي والاتحاد اقامة معسكرات شتوية في الطائف وكذلك الحال لأندية التعاون وهجر والفتح يمكنها أن تعسكر في الدمام لا سيما في هذه الأيام التي تساعد فيها الأجواء على التدريب صباحاً ومساء، حتى لا تتكبد خزائن الأندية مبالغ طائلة فوق طاقتها خلال فترة وجيزة ومن ثم تعود لتشتكي من العجز المالي.