تسارع إدارات الأندية فور انتهاء الموسم الرياضي إلى حجز تذاكر سفر إلى الدول الأوروبية لإقامة معسكرات إعدادية، فعلى الرغم من الأزمات المالية التي تظهر داخل هذه الأندية طيلة أيام الموسم إلا أنها تتلاشى كلياً مع المعسكرات الخارجية والتي يتم توفير أفخم الفنادق ، وتهيئة الأجواء المناسبة للاعبين حتى وإن كانت التكلفة عالية والأموال التي تصرف على هذه المعسكرات طائلة إلا أن الفائدة الفنية تكاد أن تكون شبه معدومة لأسباب كثيرة، فمن أهم هذه الأسباب عدم انتظام اللاعبين الأساسيين مع أنديتهم في المعسكرات الخارجية وأقرب الأمثلة لذلك غياب القائد الاتحادي محمد نور عن الحضور مع ناديه الاتحاد في معسكراته الخارجية، ونور ليس هو اللاعب الوحيد فهناك لاعبون لا يحضرون فترة الإعداد الخارجي إما لأعذار عائلية أو لإصابات لحقت بهم أثناء فترة الإجازة، وخلاف غياب اللاعبين عن المعسكرات الإعدادية فإن معضلة اللقاءات الودية تظل هي الحديث الأبرز في معسكرات الأندية، فتجد معظم الأندية إلا ماندر منها تلاعب فرق حواري أو درجة ثالثة في لقاءات معدومة الفائدة والهدف منها مسمى المباراة الودية فحتى وإن كانت اللقاءات الودية يهدف المدرب خلالها لتطبيق أمور تكتيكية إلا أن الاحتكاك مع فرق ولاعبين يفوقون مستوى اللاعب السعودي يخلف وراءه أثرا جيدا ويعود بالنفع والفائدة على اللاعب السعودي، فكثيراً ما نسمع عن معسكرات الأندية الخارجية ولكننا لا نسمع عن اللعب والاحتكاك مع فرق قوية أثناء المعسكرات وتظل هذه الحالات استثنائية ونادرة كمباراة الهلال وإنتر ميلان الإيطالي والنصر ويوفونتس الإيطالي والاتحاد وريال مدريد الأسباني، فهذه اللقاءات الودية تكاد أن تكون هي الأبرز فيما تقتصر بقية الوديات على منازلة فرق حواري أو فرق هاوية تنتهي نتائجها كبيرة لمصلحة الأندية السعودية لتتحول المباراة الودية وكأنها مناورة تدريبية كان باستطاعة المدرب إقامتها على ملعب النادي في السعودية دون الحاجة للذهاب إلى أوروبا، فالمعسكرات الإعدادية هدفها إقامة لقاءات ودية مميزة وتنظيم وجبات الأكل والنوم للاعبين لاسيما عقب العودة من الإجازة وهذه الأمور باستطاعة الجهاز الفني أن يفرضها على اللاعبين في معسكرات داخلية طالما أن اللقاءات الودية لا تأتي إلا مع فرق مغمورة. أندية عالمية كبرشلونة وريال مدريد الأسباني وليفربول ومانشيستر يونايتد الإنجليزي يذهبون للعب مع أندية مغمورة وضعيفة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والصين وماليزيا، ولكن ذهابهم يأتي في إطار الاستثمار فالنادي العريق الذي سيذهب للعب في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو الصين لن يصرف ريالا واحدا من خزينة النادي بل سيتلقى مقابلا ماديا على كل مباراة يخوضها الفريق، إلا أن الحال في الأندية السعودية مختلف كلياً فخزينة النادي السعودي تتحمل أعباء وتكاليف المعسكرات الطويلة والتي تكاد أن تكون معدومة الفائدة، فلا تجد الأندية تستفيد من المعسكرات الخارجية إلا الهروب من حرارة الصيف الساخن في بعض المدن السعودية والذهاب للسياحة وليس الفائدة الفنية، فكان من الأولى والأفضل أن تستبدل الأندية هذه المعسكرات الخارجية لإقامة دورات قصيرة في المدن التي تتميز بمناخ حراري مناسب كأبها والطائفوالباحة، فمالذي يمنع أن تقام دورة رباعية تضم الهلال والنصر والتعاون والرائد وتتخذ الطائف مقراً لها ؟ وما الذي يمنع أن تقام دورة رباعية في الباحة تضم الأهلي والاتحاد وهجر والفتح؟ وما الذي يمنع أن تقام دورة مثلها في أبها تضم القادسية والإتفاق والشباب ونجران؟ وهذه مجرد أمثلة ليس بالضرورة أن تطبق بحذافيرها بل يكون التطبيق على أمور مشابهة لها، وتكون هذه البطولات تحت رعاية شركات استثمارية حتى لا تتكبد خزائن الأندية هذه الخسائر على غرار بطولة أودي والتي تشارك فيها أندية عالمية كمانشيستر يونايتد وبرشلونة وبطولة الإمارات الدولية والتي يشارك فيها بوكاجونيورز الأرجنتيني وأرسنال الإنجليزي إلى جانب بطولة دبي الدولية والتي توج الهلال بطلا لها مؤخراً، ولا مانع من إستقطاب أندية عربية أو خليجية للمشاركة في هذه البطولات الودية والتي ستضمن الأندية خلالها اللعب مع فرق قوية والوقوف على المستوى الحقيقي للفريق وليس اللعب مع فرق حواري وتحقيق الانتصارات الكبيرة. المضحك المبكي أن بعض الأندية باشرت معسكراتها الإعدادية دون وصول مدربيها بل بعض الأندية لم تنه التعاقد مع المدربين للوقوف على مستوى اللاعبين أثناء المعسكرات التي باتت تدار من بعض الإداريين ورؤساء الأندية، فيما ذهبت بعض الإدارات لمنح المساعدين فرصة الإشراف على الفريق أثناء هذه المعسكرات التي تقام إعدادا للموسم الجديد، والمحصلة النهائية لهذه المعسكرات الخارجية الطويلة حضور ضعيف ومنافسة على الهبوط أو ابتعاد عن منصات التتويج إلا ماندر من الأندية التي تسجل لنفسها حضوراً في منصات الذهب والبطولات .