ظاهرة التحدي التي نسمعها كثيراً يمكن تعريفها لغوياً بكلمة واحدة اكون أو لا اكون بمعنى الوصول للهدف دون تقديم تنازلات أيا كان ثمنها، وتعرف مجازا بغصب عنك أي الوصول للهدف ايضاً "غصب عن اللي يرضى واللي ما يرضى". والأهداف نوعان : أما أن تكون خيرة أو شريرة، فهناك فئة غالية على قلوبنا وهي قدوتنا في التحدي الإيجابي وهم ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يقدمون لنا دروساً مجانية في معنى التحدي الحقيقي للاعاقة واجبارها على مساعدتهم بالتفوق. وعلى النقيض من يفهم أن التحدي عبارة عن عناد للوصول إلى أهدافه الشريرة، والأسهل لتقريب المعنى فلان يتحدى فلانا فهو سلوك مذموم في المجتمع ؛ إذ غالباً ما يظهر سلوك التحدي لدى الأشخاص المصابين بإعاقات متعددة. ويعرف سلوك التحدي بأنه سلوك غير طبيعي من الناحية الثقافية والاجتماعية ، له كثافة أو تكرار أو مدة تؤدي إلى تعريض السلامة البدنية للشخص المتحدي وللآخرين لنتائج لا تحمد عقباها لأن الشخص المصاب بهذا المرض هو شخص مسكين - مريض - همه الوحيد هو تحدي الآخرين لمنعهم من الوصول لأهدافهم فهو لا ينام الليل وهو يخطط ويدبر كيف يؤذي غيره من الناس المستهدفين بالنسبة له لمنعهم من الوصول إلى أهدافهم أو تحقيق نجاحاتهم، وفي نفس الوقت هو لا يرى نفسه مخطئا،ً بل يعتبر نفسه منتصرا لأنه حقق أهدفه بإتقان بالغ. المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد - إذ إن هذا الشخص معروف فنحاول تجنبه على قدر الامكان والتعامل معه على أنه شخص مريض يستحق الشفقة - بل تتخطاه لمن هو أعلى منه بتسليم مثل هذه الأنفس المزيفة مقاليد التحكم في مصائر الآخرين !! أين الضمير ؟ أين الشعور بالمسؤولية ؟ أين نحن من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال : «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ». ولا يقف التحدي على الاشخاص، بل يتعداه ليصبح على نطاق أوسع بين المؤسسات والمنظمات والحكومات التي تحتاج إلى قائد حازم وحاسم لا يخاف في الحق لومة لائم مهما كانت النتائج، وإن ترتب عليها خسائر عدة إلا أن أهدافه نبيلة بجعل راية الإسلام والحق خفاقة يهابها الجاني والداني، وكل من تسول له نفسه المساس بالإسلام والمسلمين. وهنا يأتي دورنا كشعب في المحافظة على رابطة جأشنا بالتصرف الحسن، ومؤازرة قائدنا وقدوتنا قولاً وعملاً. وعزائي لكل هؤلاء - الذين ظلموا بسبب التحدي الجائر - أن أقول لهم : إن الأشجار المثمرة وحدها محط اهتمام الناس وسعيهم للنيل منها ، يضربون أحجارهم بغية إسقاط شيء من لذيذ ثمرها فيلتقطوه فرحين، أما ما عداها من الأشجار فإنها تصلح حطباً للنار فقط، وأقول لرامي الحجر - فرداً أو جماعة - لو كنت كيساً عاقلا فاهماً ولبيباً لأصلحت الأساس، وأزلت الاعشاب الضارة التي تنبت حول أساسك، واهتممت بالإصلاح والرعاية حتى ينمو ويثمر الثمار النافعة. حفظنا الله وإياكم، وأطال الله في عمر قائدنا، قائد الأمتين العربية والإسلامية خادم الحرمين الشريفين، وبالله التوفيق.