فكرة أن الطاقة الشمسية قد تكون قريبا في كل مكان ليست فكرة غريبة الأطوار بعد الآن. فقد انخفض سعر الألواح الشمسية أكثر من 80 في المائة في السنوات الخمس الماضية، ويتوقع أن تواصل هبوطها. الإنتاج العالمي من وحدات الطاقة الشمسية، والألواح التي تحول الضوء مباشرة إلى كهرباء، زاد بنسبة 40 في المائة سنويا على مدى العقد الماضي. وتجذب الصناعة ما يقترب من نحو 150 مليار دولار من الاستثمارات سنويا، وهو ما يمثل ما يقرب من نصف الأموال التي تم التعهد بها حول الطاقة المتجددة. في بعض الأماكن حيث يعتبر سعر الطاقة مرتفعا، الطاقة الشمسية قادرة بالفعل على التنافس مع الوقود الأحفوري من حيث التكلفة. لكن فكرة أن الطاقة الشمسية يمكن أن تلبي قريبا احتياجات الطاقة في العالم، وهي فكرة تؤيدها بعض الجماعات المدافعة عن البيئة، تبدو أقل احتمالا بكثير. وذلك لسبب مهم، وهو أن تلك الزيادات الكبيرة تأتي على رأس قاعدة صغيرة - في عام 2013، شكلت الطاقة الشمسية أقل من 2 في المائة من إمدادات الكهرباء في العالم. من ناحية أخرى، لا تزال هناك الليالي والأيام الغائمة التي يجب التعامل معها. وحيث إننا نحب أن تبقى الطاقة متوفرة دائما لدينا، فهذا يعني أن تكلفة الطاقة الشمسية في مقابل الفحم ليست العقبة الوحيدة - وإنما هناك مشكلة تتعلق بكيفية التوصل إلى طريقة لتغذية الكثير من الطاقة الكهربائية المتقطعة داخل نظام تم إعداده لإنتاج متواصل. يمكن لذلك أن يجعل آفاق الطاقة الشمسية غائمة جزئيا. كان ديسمبر 2015 شهرا جيدا للطاقة الشمسية. في حين أن الاتفاق العالمي الذي تم التوصل إليه في باريس في ديسمبر بشأن محاربة تغير المناخ لم يتضمن أحكاما محددة للطاقة الشمسية، إلا أن الاتفاق اعتبر أنه سيعمل بالتأكيد على تحفيز استثمارات جديدة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة. في الولاياتالمتحدة، توصل الكونجرس إلى اتفاق بشأن الميزانية التي وسعت الإعفاءات الضريبية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية لمدة خمس سنوات. ومن المتوقع أن تنتهي الإعفاءات الضريبية الخاصة بالطاقة الشمسية في نهاية عام 2016. تقدر بلومبيرج لتمويل الطاقة الجديدة أن التمديد سوف يولد 38 مليار دولار من الاستثمارات الجديدة في الطاقة الشمسية. وبالإضافة إلى ذلك، القواعد الفدرالية التي تم الإعلان عنها في أغسطس 2015 والتي تُلزِم الولايات بالحد من انبعاثات الكربون، سوف تشجع الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة. بالفعل، اعتمدت 43 ولاية من أصل 50 ولاية أهداف الطاقة المتجددة؛ الرقم المستهدف من الطاقة في كاليفورنيا هو 50 في المائة بحلول عام 2020 ارتفاعا من نحو 20 في المائة الآن. في بلدان أخرى، قام عدد من الدول وعلى رأسها ألمانيا واسبانيا ومؤخرا في المملكة المتحدة، بتقليص الحوافز المجزية على الطاقة الشمسية مع انخفاض الأسعار. في جميع أنحاء العالم، عمليات تركيب الألواح الشمسية هي الأعلى في الصين، تليها اليابان، حيث ترغب الحكومات في الحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري. في الهند، تم الإعلان عن خطط لمشاريع في الطاقة الشمسية بمبلغ 160 مليار دولار. بعض الشركات الكبيرة قدمت إعلانات براقة، بما في ذلك خطة أبل لإنفاق 850 مليون دولار على الطاقة الشمسية. اخترعت الولاياتالمتحدة الخلايا الشمسية ولكن لم يكن لديها قط إصرار على تسويقها، في مختبرات بيل في شركة AT & T في ولاية نيوجيرزي، حيث صنعت الخلية الضوئية الأولى في عام 1953. وعلى مدى عقود، الطاقة الشمسية لم تكن مجدية من الناحية الاقتصادية إلا في الأقمار الصناعية. شركات النفط تقودها اكسون وأركو استثمرت في الألواح الشمسية - مصفوفات من الخلايا الضوئية - في أعقاب أزمة النفط في عام 1973، ثم تراجعت عندما انهار سعر النفط الخام في الثمانينيات. أبقت اليابان على الصناعة على قيد الحياة خلال التسعينيات، عندما كانت تنتج كل من شارب وكيوسيرا وسانيو غالبية الخلايا في العالم. في عام 2004، أدخلت ألمانيا نظاما موسعا لتعديل الرسوم الجمركية ضمن عقود ذات سعر ثابت للطاقة المتجددة، التي تدخل في إمدادات شبكة الطاقة الكهربائية. ارتفعت عمليات تركيب الطاقة الشمسية، وعلى مدى عدة سنوات قادت ألمانيا العالم في تصنيع الألواح الشمسية. تم نسخ نموذج التعرفة في البلدان الأخرى وانتشرت الكثير من شركات صناعة الألواح الشمسية الجديدة إلى درجة أنه وقعت حرب أسعار بين الشركات. أدى ذلك إلى انهيار في أسعار الألواح الشمسية - وتركيز هذه الصناعة في الصين، حيث بنت الشركات بقيادة شركة سانتك باور مصانع عملاقة للألواح مع قروض من الحكومة والنقد من جانب المستثمرين الأجانب - وهو الدعم الذي سمح لها بالبقاء على قيد الحياة والغربلة التي أغلقت العديد من الشركات المصنعة في البلدان الأخرى. وتقول منظمة السلام الأخضر إن الطاقة الشمسية «تستطيع تلبية الطلب على الطاقة في العالم عدة مرات». وتقول وكالة الطاقة الدولية، في تقدير أكثر حذرا، إن الخلايا الكهروضوئية يمكن أن تولد 16 في المائة من الكهرباء في العالم بحلول عام 2050 - إذا كانت السياسة الاقتصادية تشجع التكنولوجيا. ويقول مؤيدو الوقود الأحفوري إن الطاقة الضوئية لن تكون أبدا مصدرا عمليا لأنه لا يمكن أن تعمل عندما تكون الشمس غير مشرقة، ولأنها مكلفة للغاية. تكلفة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية هي الآن ما يقرب من ضعف تكلفة توليد نفس كمية الكهرباء من الفحم. ولكن وجهة النظر الأطول قد تكون أكثر ملاءمة بالنسبة للطاقة الشمسية، والتي تعتبر تكلفتها آخذة في الانخفاض في الوقت الذي أخذ فيه سعر الفحم في الارتفاع. مسؤولو المرافق والأجهزة المنظمة يتخذون قرارات على أساس توقعات لعقود طويلة، والثمن هو فقط جزء من المعادلة. هناك اعتبارات فنية، مثل ما إذا كان يمكن للشبكة استيعاب تدفقات متغيرة من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة. السؤال الأكبر هو سياسي في نهاية المطاف: ما هي الدول التي تعتبر على استعداد الآن للدفع للحصول على مصدر الطاقة الذي قد يكون أرخص وسيكون بلا شك أنظف على المدى الطويل. منطق اتفاق باريس يشير إلى أن المبالغ التي ستُدفَع ربما تكون ضخمة على نحو لا يستهان به. وإذا كان هناك تقدم تكنولوجي كبير في النقطة التي تعتبر أضعف جوانب الطاقة الشمسية - أي العثور على طريقة ميسورة لتخزين الكهرباء حتى يتم استخدامها أثناء الليل - فإن كل هذه الحسابات سوف تنقلب رأسا على عقب.