اختار نادي جدة الأدبي الأديب عبدالفتاح أبو مدين، ليكون الشخصية المكرمة هذا العام خلال "ملتقى قراءة النص" في نسخته ال 14، وهو الملتقى الذي أسسه أبومدين إبان رئاسته للنادي عام 1999. أدبي جدة وصف تكريم أبو مدين بأنه يأتي عرفاناً بالتضحيات التي قدمها على مدى عقود للصحافة والثقافة السعودية، وتحمله أعباء النادي الذي رأسه عقب وفاة مؤسسه محمد حسن عواد على مدى ربع قرن بين عامي (1980-2006)، وهي الفترة التي شهدت توهج النادي وتتويجه في مقدمة أبرز الأندية كما ونوعا، إذ مازالت الساحة الثقافية السعودية تستعيد مقولة الناقد الدكتور منصور الحازمي فيه "لولا أبو مدين ما كانت هناك حداثة في البلد". وحسب أمين الملتقى الدكتور محمد ربيع الغامدي، ينتظر أن تكشف جلسة خصصها النادي ضمن الملتقى لأبي مدين، يتحدث فيها الدكتور حسن الهويمل والدكتور سعيد السريحي، عن جوانب تتعلق بشخصيته كصحافي وناشط ثقافي وناقد كانت له صولات وجولات في تاريخ الأدب السعودي خلال حقبتي الخمسينيات والستينيات الميلادية من القرن الماضي، خاصة عبر إصداريه الصحفيين في عهد صحافة الأفراد، وهما صحيفة (الأضواء) ومجلة (الرائد)، وصولا إلى إسهاماته الكبيرة في العصر الحديث عبر عدد من الدوريات التي أشرف على إصدارها في نادي جدة وهي، "جذور" الخاصة بالتراث العربي، و"نوافذ" الخاصة بالأدب المترجم، و"علامات" المتخصصة في النقد، والمجلتان الإبداعيتان "الراوي" المتخصصة في السرد، و"عبقر" المتخصصة بالشعر. الملتقى الذي حدد لانعقاده خلال (23 25 فبراير المقبل) سيتناول التاريخ القريب للأدب السعودي من خلال (الحركة الأدبية في المملكة من عام 1400 إلى عام 1410ه: قراءة وتقويم)، حيث شهدت المملكة في العقد الأول من القرن الخامس عشر الهجري (الثمانينيات الميلادية) حراكا أدبيا قويا ومؤثرا لم تمر الساحة الثقافية المحلية بمثله قبل تلك الفترة ولا بعدها، طبقا لأمين عام الملتقى الدكتور محمد ربيع، الذي أوضح أن القائمين على الملتقى أكدوا أنه بعد أنْ مضى أكثر من ربع قرن على انقضاء تلك المرحلة آن الأوان للعودة إليها بالقراءة والمراجعة والتقويم. ورأوا أن تخصيص دورة هذا العام لهذا الموضوع يأتي استكمالا ومتابعة لما بدأه الملتقى في دورته الماضية في العام المنصرم من مراجعة مرحلة سابقة من مراحل تكوُّن المشهد الأدبي والثقافي المهمة في بلادنا، هي مرحلة الرواد. ويعول النادي على الباحثين في إثراء جلسات الملتقى بإسهاماتهم البحثية الجادة. وتعتمد آلية المشاركة في الملتقى على توجيه النادي دعوة مفتوحة لمن يرغب بالمشاركة في إطار المحاور التي يحددها النادي وفق ضوابط ومعايير علمية تستجيب لشروط البحث العلمي.