أُجري بحث ميداني على 188 من البالغين وقد تم سؤالهم إذا كانوا يشتكون من آلام أسفل الظهر أو عرق النسا وعن شدّة الألم إن وجد، ثم سُئلوا عن صلاتهم متى انتظموا فيها ولم يقطعوها؟. لقد أثبتت النتائج بشكل قاطع وملحوظ صحّة هذه الفرضية، واكتسب الطب هذه النظرية، حيث إن 2,6 % فقط ممن يصلون قبل سن العاشرة قد عانوا من آلام قوية أسفل الظهر، بينما 70 % ممن لا يصلون إطلاقاً يعانون من آلام قوية والتفاصيل ومن ضمنها التفسير العلمي الدقيق في الشرح. قُبلت هذه الدراسة ونوقشت في المؤتمر القطري العالمي الثاني للأطفال في الدوحة في إبريل سنة 2000م، وفي المؤتمر الدولي السادس لجراحة الظهر، والذي عقد في أنقرة من الرابع الى السابع من سبتمبر عام 2002م، وذلك بإشراف نخبة من أطباء الظهر العالميين، كما نشرت في مجلّة الظهر الأوروبيّة. من دون العبادات يأمر الإسلام أطفال المسلمين بالصلاة في سنّ مبكِّرة هي السابعة وعلى أقصى تقدير العاشرة. طريقة الصلاة وفي الركوع بالذات يتعرض الرباط والغضاريف لعملية تليين على الأقل سبعة عشر مرة يومياً وذلك أثناء تأدية الصلوات الخمس. ولهذا فإن أطفال المسلمين لا شعورياً يحافظون على ليونة ومطاطيّة هذه الأنسجة منذ عمر مبكرة وهذا يمنع تيبسها في الكبر وبالتالي يمنع تمزقها. الأربطة الطولية خلف الفقرات والأنسجة الليفية في الغضاريف تحافظ على بقاء الغضروف في مكانه الآمن بين الفقرات وتمنع انزلاقه. أما إذا تمزّقت هذه الأنسجة نتيجة لحركة خاطئة فإنّ جزءاً من الغضروف (وهي النواة الداخلية) ينزلق إلى الخلف حيث يوجد النخاع الشوكي والتفرعات العصبية، وكل هذا يكون مصحوباً بالآم مبرحة. وإذا تطورت المشكلة فإنها تصل إلى ضعف تدريجي في الأعصاب. هذا التأثير على الأعصاب هو ما يعرف بعِرق النسأ، وهو يتفاوت بين التنميل والألم والشلل. ومساوئ الحركة الخاطئه فهي معروفة ولهذا نجد أن وقاية الظهر تتركز على تجنُّب هذه الحركة. يتمتع الأطفال بلياقةٍ كبيرةٍ مقارنةً بالبالغين، وسبب هذه اللياقة هو أن أنسجتهم مرنة. وإذا ما حافظنا على هذه الخاصيّة من الطفولة فإنّه من المنطقي أن تظلّ هذه الأنسجة مرنة فتقاوم الحركات الشديدة. أما إذا أهملت أوبمعنى أصحّ إذا حرمت من التمرين المستمر فإنها ستتيبس عند الكبر، فإذا تعرضت لشدٍّ قويّ بسبب حركات شديدة فإنها قد تتمزق وهذا يسبب آلام مبرحة. عندما ترتّبت لدي هذه المعلومات عن مشاكل الظهر وخبرتي الطويلة في الرياضة والجهاز الحركي، أجد نفسي مذهولاً فقد تبلورت أمامي معجزة كبيرة من معجزات الله سبحانه جلّ في علاه وتضيء في كياني هذه الآية الكريمة: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَآؤُاْ» سورة فاطر: آية 28. وذكر د. محمد الشعراني أخصائي المفاصل والعظام في قطر: لقد وجدتُ كلّ هذا متناسقاً تماماً مع ثقافتي الدينية، والموضوع أنني عندما فكّرت بالعبادات في الإسلام أجد أن الصلاة هي الفرض الوحيد المطلوب تطبيقه بحزم على أطفال المسلمين الصغار، ففي الحديث الشريف: «مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر» رواه الترمذي: حسن صحيح. إذا بدأ الأولاد بالركوع مرات عديدة كل يوم ابتداءً من سن السابعة وعلى الأكثر سن العاشرة، فإن الأربطة الطولية خلف الفقرات وألياف الغضروف الخلفية تحافظ على ليونتها فيصعب تمزقها في الكبر ويبقى الغضروف أمناً بين الفقرات، وهكذا تتقلص مشكلة صعبة تعاني منها فئة كبيرة من الناس. سبحان الله جاءت هذه المعلومات الدقيقة والبالغة الأهمية والمعقدة الفائدة على لسان نبي الرحمة منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.