كشفت مختصة في علاج أورام الثدي عن رصد ما يقارب 80% من الحالات المصابة بسرطان الثدي يتم شفاؤهن من المرض كاملاً دون وجود أي انتكاسات مستقبلية على صحة المريضة خلال العشر سنوات التي تلي العلاج، مبينة أن هذه النتائج الكشفية تعود إلى ارتفاع نسب الوعي والتثقيف الصحي بين نساء المملكة خاصة وأفراد الأسرة بشكل عام. وأوضحت استشارية أورام الثدي بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتورة منيرة الحسيني أن نسبة من اللائي تخلصن من سرطان الثدي قد يعود لهن المرض مرة آخرى ويحدث الانتكاس غالبا في السنوات الخمس الاولى بعد العلاج، خاصة تلك الحالات التي تم تشخيص المرض السابق لديهن في مراحل متقدمة اعتمادا على عدة معايير ترتبط بحجم الورم ومدى انتشاره للعقد اللمفاوية والنوع البيولوجي لورم الثدي وخاصة الحاملات لمستقبلات هير2 واللاتي يفتقدن المستقبلات الهرمونية. وطالبت السيدات اللاتي تغلبن على المرض بمراجعة الطبيب المعالج بانتظام لمتابعة الحالة والفحوصات بشكل دوري والتأكد من عدم وجود أي مؤشرات تدل على انتكاسة المرض، موضحة أن السرطان الانتكاسي قد يعود مرة أخرى لإصابة المكان السابق نفسه والغدد اللمفاوية المجاورة في 10% - 40% من الحالات وقد ينتشر إلى أعضاء أخرى شائعة كالعظام والكبد والرئتين. وشددت الدكتورة الحسيني على أهمية الكشف المبكر في زيادة نسب الشفاء من سرطان الثدي والتقليل من فرص عودة الورم بعد الشفاء عن طريق العلاج الجراحي الذي يستكمل بالعلاج الكيماوي والبيولوجي والهرموني والإشعاعي اعتمادا على مرحلة الورم ونوعه البيولوجي، موضحة أن اكتشاف سرطان الثدي في المراحل المبكرة قد يساعد في الشفاء التام بنسبة 90% وتقل معه فرص الانتكاسة بعد الشفاء لتكون بين 7%-13%، فيما تزيد فرص الانتكاسة في الحالات المتقدمة لتصل إلى 40% وذلك خلال الخمس سنوات الأولى التي تعقب الشفاء. يشار إلى أن سرطان الثدي الانتكاسي قد يصعب علاجه مقارنة بالإصابة السابقة في مراحله الأولية وما قبل الانتشار، خاصة تلك الأورام التي تصنف من النوع الثلاثي السلبي وايجابي المستقبلات هير2. لكن التطورات الحديثة في مجال سرطان الثدي وخاصة في مجال علاج ايجابي المستقبلات هير2 قدمت فرصا عالية في امكانية السيطرة على المرض والأعراض المصاحبة له في الحالات غير القابلة للشفاء لعدد من السنوات. نشاط توعوي للسيدات للحد من المرض