ما ان تقترب نهاية اختبارات الطلاب ويبتدئ موعد الإجازات، إلا وتجد الأنظار تتجه تلقائيا غربا إلى دبي دانة الدنيا، أو شمالا صوب بيروت عروس المتوسط، او غربا إلى قاهرة الجمال والتراث. هي قضية أود التطرق إليها اليوم لبحث الأسباب التي تجعل العوائل السعودية تفضل قضاء عطلها خارج المملكة، وكيف هو من الممكن جعل المملكة وجهة سياحية جاذبة ليس فقط للسعوديين، بل وللخليج عامة. حتى لا يتشعب الحديث كثيرا، فلنا أن نأخذ دبي كواحدة على أكثر الاماكن اجتذابا للسعوديين في العطل القصيرة، والتي بالنظر إليها نجد أن أهم العناصر الأساسية التي تعني السائح بشكل كبير هي متوافرة لديها وبصورة مثالية. فالوحدات الفندقية منتشرة جدا بأسعار رخيصة ومستويات ممتازة، ايضا نجد أنه يوجد بها ما تفضله المجتمعات الخليجية من مقاه ومطاعم ومتجاورة وأماكن لتجمع الناس، ومهرجانات مستمرة وفعاليات عديدة. كذلك يوجد هناك موسم ضخم وطويل المدة للتخفيضات ومهرجانات التسوق. ثم هي ايضا متجددة، فدبي قبل خمس سنوات ليست هي دبي الآن، وهي بالطبع ليست دبي التي سنراها بعد خمس سنوات. إن هذه الحقيقة يفترض أن تشكل هاجسا كبيرا للمسؤولين عن قطاع السياحة في البلاد، إذ ان الفارق الزمني هو ليس بذلك البعد، واما العوامل الأخرى فهي متساوية تماماإن جميع تلك العناصر مضاف إليها التنظيم المتطور والعناية بالسائح، شكلت بطبيعتها خيارا سياحيا حفز كثيرا من العوائل السعودية للذهاب إليها بمختلف الإجازات، ولصرف مبالغ خيالية تقدر بالمليارات وذلك في كل إجازة من إجازات الدراسة الخمس. إن هذه الحقيقة يفترض أن تشكل هاجسا كبيرا للمسؤولين عن قطاع السياحة في البلاد، إذ ان الفارق الزمني هو ليس بذلك البعد، واما العوامل الأخرى فهي متساوية تماما، إن لم تكن في صالحنا ايضا من حيث اعتدال الجو نسبيا ورحابة المكان ووفرة الميزانية. أفكار ربما طارت بي بعيدا، إلا أنه يكفيني من ذلك فقط إعادة النظر بهذه الظاهرة التي تشكل استنزافا ماديا كبيرا لاقتصاد المملكة، ودعوة لإطلاق برنامج طويل المدى للعمل على جعل المملكة مقصدا سياحيا لمواطنيها ومواطني مجلس التعاون. إذ ان مثل هذه المبادرة من شأنها تسريع عجلة الاقتصاد في البلاد، وخلق مناخ ثقافي ينعكس إيجابا على أبناء وبنات هذه البلاد، وأخيرا وجهة سياحية تكون بمتناول اليد، ومقدور الجيب! [email protected]