بحث المجلس الأعلى للبيئة في مملكة البحرين سبل الحفاظ على النظم البيئية والأنواع المهددة بالانقراض، وذلك على هامش احتفاله بمناسبة يوم الحياة الفطرية لدول مجلس التعاون الخليجي، تحت شعار (الطيور المهاجرة والحفاظ عليها) ورفع مستوى الوعي بكافة القضايا ذات الصلة بها، من خلال التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية المهتمة في هذا المجال والسعي للمشاركة في المحافل الوطنية والدولية المتعلقة بالتنوع البيولوجي. وكانت اللجنة الدائمة لاتفاقية الحفاظ على الحياة الفطرية ومواطنها الطبيعية في دول مجلس التعاون قد أقرت بأن يكون يوم 30 ديسمبر من كل عام يوماً للاحتفاء بيوم الحياة الفطرية الخليجي. ويرجع اختيار هذا اليوم تحديداً كونه يوافق تاريخ المصادقة على الاتفاقية من قبل المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في دورته الثانية والعشرين التي عقدت بمسقط بتاريخ 30 ديسمبر 2001. وتسعى الاتفاقية لرفع مستوى الحفاظ على الأنواع النباتية والحيوانية البرية والبحرية ومواطنها الطبيعية من خلال التعاون بين الأجهزة المعنية لحماية الحياة الفطرية في دول مجلس التعاون. وأوضح الدكتور محمد بن دينه الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة خلال احتفال المجلس أمس الأول بيوم الحياة الفطرية الخليجي أن المجلس الأعلى للبيئة نظم لقاءً ضم عدداً من المهتمين بالحياة الفطرية من مستشارين ومصورين ومتطوعين وهواة مهتمين بتصوير الطبيعة والحياة الفطرية والطيور في مملكة البحرين. مشيراً إلى أنه تم خلال اللقاء مناقشة سبب انجذاب الطيور المهاجرة للبحرين وأنواعها والتي يتصف بعضها بأهمية اقليمية وعالمية بارزة، حيث قدم المصورون عرضا لعدد من الصور التي التقطوها لبعض الطيور التي تتواجد في البحرين. وأضاف «تم مناقشة جهود المصورين الهواة وسبل تقديم الدعم لهم ونشر فكر توعية الرأي العام والمؤسسات الحكومية والأهلية بمظاهر الحياة الفطرية التي تزخر بها البحرين والاهمية التاريخية والثقافية والعلمية والتربوية البارزة في البحرين، من خلال تنظيم معارض تصوير ومسابقات للصور وأيضا إصدار ألبوم صور للطيور يحوي معلومات علمية، وكذلك التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي يتم من خلالها التعاون مع المهتمين والمصورين بدول مجلس التعاون الخليجي وجذب عدد أكثر للمواهب التي تقوم بتصوير وتوثيق هذا المجال البيئي الهام». وأردف قائلاً «كما جرى خلال اللقاء تزويد الهواة بمعلومات علمية حول الطيور من قبل الخبير الدكتور سعيد الخزاعي مؤلف كتاب (طيور البحرين)، وتم خلال اللقاء عرض بعض القوانين التي تعزز الإطار التشريعي لحماية أنواع الطيور المهاجرة من خلال التصديق على اتفاقية الأنواع المهاجرة، فيما اقترح المصورون الهواة إعلان بعض المناطق الهامة للطيور المهاجرة كمحميات طبيعية أو ذات اعتبارات بيئية خاصة». وأعرب الرئيس التنفيذي للمجلس الأعلى للبيئة عن سعادته بالجهود التي يقوم بها المتطوعون والمهتمون في هذا المجال، من دراسة وبحث لهذه الطيور التي تدخل في نظام التنوع الحيوي الذي تزخر به البحرين، داعياً إلى تنمية وتوثيق هذا الإرث من خلال التصوير والحفاظ على نوعياتها وتكاثرها. من جانبهم، تقدم المتطوعون والمصورون بجزيل الشكر والتقدير إلى المجلس الأعلى للبيئة على تنظيم اللقاء، وحفاوة الاستقبال والتكريم والتي تدل على حرص المجلس على تشجيع المهتمين بالمجال البيئي من المتطوعين والمصورين في الحفاظ على الطبيعة والحياة الفطرية والطيور المهاجرة في البحرين. يشار إلى أن معظم أنواع الطيور البرية المسجلة في مملكة البحرين هي أنواع مهاجرة بسبب تمركز البحرين على مسار هجرة الطيور الموسمية وخاصة خلال الهجرة الخريفية والربيعية وتعتبر المنظمة الدولية (بيرد لايف انترناشيونال) كلا من جزر حوار وخليج توبلي ورأس الممطلة ومقابة مناطق مهمة للطيور على مستوى العالم، كما تم تسجيل كل من جزر حوار وخليج توبلي على قائمة (رامسار) للأراضي الرطبة نظراً لأهميتها العالمية للطيور الساحلية والبحرية.