قالت منظمة أوبك إن الطلب على نفطها سوف يتراجع حتى عام 2020، على الرغم من أن ذلك سيكون بشكل أقل حدة مما كان متوقعاً في السابق، بسبب استمرار نمو الإمدادات من البلدان المنافسة. وقالت منظمة أوبك في تقريرها السنوي عن توقعات النفط العالمي إنها بحاجة لضخ 30.7 مليون برميل يومياً بحلول نهاية العقد. وهذا الرقم يزيد بمقدار 1.7 مليون برميل عما كان متوقعاً قبل عام، ويقل بمقدار مليون عما قامت المجموعة بضخّه في تشرين الثاني (نوفمبر). التوقعات تؤكّد الصراع الذي تواجهه منظمة أوبك في الوقت الذي تسعى فيه للدفاع عن حصتها السوقية مقابل الزيادة في الإنتاج من الدول المنافسة، مثل: الولاياتالمتحدة، وروسيا. في حين أن منظمة أوبك تُخفّف ببطء توسّع المنافسين، إلا أن الانهيار في أسعار النفط يعني أن التكاليف المالية لاستراتيجيتها هائلة. قالت المجموعة: "على الرغم من أن انخفاض أسعار النفط يستمر بتعزيز بعض النمو في الطلب، إلا أن التأثير يبدو محدوداً بسبب عوامل أخرى. إزالة الإعانات وضوابط الأسعار على المنتجات النفطية في بعض البلدان وتحسينات الكفاءة المستمرة من المرجح أن تستمر جميعها بتقييد نمو الطلب على النفط". الإنتاج البالغ 30.7 مليون برميل يومياً المطلوب من الدول أعضاء منظمة أوبك ال 12 في عام 2020 هو أقل بحدود 300 ألف يومياً مما كان مطلوباً هذا العام، عندما ضخّت مراراً وتكراراً أعلى من هدف إنتاجها قبل إلغاء الحد نهائيا في وقت سابق من هذا الشهر. مجموع الإمدادت يستبعد أندونيسيا، التي عادت للانضمام رسمياً إلى منظمة أوبك في الرابع من ديسمبر. تفترض منظمة أوبك أن السعر سوف يرتفع ليصل إلى متوسط يبلغ 80 دولارا للبرميل من حيث القيمة الاسمية في عام 2020، و70.70 دولار من حيث القيمة الحقيقية. وكانت العام الماضي قد توقّعت أن تكون الأسعار الاسمية بحدود 110 دولارات والمستويات الحقيقية بحدود 95.40 دولار. وهذا يعني أن قيمة إنتاج المجموعة في عام 2020 سيكون 218 مليار دولار أقل مما كان متوقعاً قبل عام، عندما شرعت أول مرة في سياسة حماية حصتها السوقية. زادت المنظمة تقديراتها للطلب العالمي على النفط في عام 2020 بمقدار نصف مليون برميل يومياً ليُصبح 97.4 مليون برميل يومياً. وقالت إنه بحلول ذلك الوقت فإن استهلاك الوقود في الدول الناشئة سوف يتجاوز ذلك الذي في الاقتصادات الصناعية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. خفّضت المجموعة توقعاتها لإمدادات الدول من خارج منظمة أوبك في عام 2020 بمقدار مليون برميل يومياً لتُصبح 60.2 مليون برميل يومياً لأن "عدم استقرار السوق" يؤدي إلى تخفيضات في عمليات الإنفاق والحفر. الإمدادات من خارج منظمة أوبك ستواصل النمو بمقدار 2.8 مليون برميل يومياً في هذا العقد، بما في ذلك 800 ألف برميل من النفط الصخري الأمريكي الإضافي. وقالت منظمة أوبك إن التوقعات التي تضمنت بعض البيانات التي تم تحديدها في منتصف هذا العام، "يشوبها الغموض". كما يتوقع التقرير أيضاً العرض والطلب حتى عام 2040. وقالت المجموعة إن إمدادات الدول من خارج منظمة أوبك سوف تتقلّص في العقدين الأخيرين إلى 59.7 مليون برميل يومياً. نتيجة لذلك، سوف يرتفع الطلب على النفط الخام من منظمة أوبك إلى 40.7 مليون برميل يومياً، مما يؤدي إلى توسيع حصتها السوقية إلى 37 بالمائة. ستكون هناك حاجة لاستثمار ما يُقارب 10 تريليونات دولار، بأسعار عام 2014، في صناعة النفط حتى عام 2040 لتطوير الإمدادات اللازمة، مع 7.2 تريليون دولار من هذا المبلغ في مجال الاستكشاف والإنتاج. كما ستكون الدول المنتجة من خارج منظمة أوبك بحاجة للقيام بالجزء الأكبر من الإنفاق، من خلال استثمار 250 مليار دولار سنوياً.