كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف، اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم» ومعنى ذلك أن المجاهد في سبيل الله موعود بالجنة سواء انتصر وسلم، أو قتل في سبيل الله -عز وجل-. في الوقت الذي يرابط فيه جنودنا البواسل على الحدود، باذلين تلك الأرواح لحماية الوطن غير مبالين بما هو آت، متجلية فيهم اسمى معاني الوطنية والانتماء والولاء وحب الوطن، نجد في الجانب الآخر نموذجا مشرفا آخر من المرابطين الصغار وهم الأبناء الذين يفتقدون وجود آبائهم معهم في كل حركة وسكنة، نجد الأطفال ربطوا رباطا من نوع آخر فهم المرابطون على قلوبهم من فراق آبائهم وقد أمضوا تلك الأوقات في انتظار عودة آبائهم بكل شوق ولهفة. لا شك أننا نرى أمامنا صورا مشرفة مطرزة بالتضحية والصبر والمحبة من قبل الآباء الذين لبوا نداء الوطن، وأبناء افتخروا بآبائهم، يحملون أرواحهم كل صباح ومساء فوق أيديهم فداء للوطن، وهذا لا يعفينا كمجتمع تكافلي من أداء واجبنا نحو أبناء جنودنا المرابطين، ولا يكون ذلك على المستوى الفردي فقط، بل يجب أن يكون على مستوى مؤسسات المجتمع المدني أيا كان نشاطها ونوعيتها، فحب الوطن لا يحتاج إلى ترجمة وتوضيح بل يحتاج إلى أفعال وإحساس ومشاركة. حفظ الله الوطن من شرور أعدائه، وسلّم لنا قيادته الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهم الله -تعالى- إنه سميع مجيب.