استثمر أهالي حفر الباطن منشأتهم الرياضية خير استثمار في وقت قياسي جدا، وحققوا قفزة نوعية في جميع ألعاب ناديهم الباطن، وفي طليعتها اللعبة الشعبية الأولى، من خلال تصدرهم دوري الدرجة الأولى، بعد السماح لفريقهم باستخدام ملاعب المنشأة الرياضية قبل عدة أشهر. ويبدو أن أندية محافظة حفر الباطن تولعت بالغيرة الايجابية، فتصدر نادي القيصومة مجموعته في دوري الدرجة الثانية لكرة القدم، بعد الإعلان عن منحه أرضا كبيرة لإقامة منشأة رياضية مشابهة لنادي الباطن. وتتمتع هذه المحافظة بكثافة سكانية تسهم في دفع العجلة الرياضية إلى الأمام، إذا التفت لها رجال الأعمال والوجهاء في مواكبة ما قدمته الدولة من منشآت رياضية مؤخرا، واستثمروا هذه الانطلاقة الرياضية الفتية في الوقت الراهن. وسبق لمحافظة حفر الباطن أن قدمت نجوما يشار لهم بالبنان في لعبة كرة القدم، ولكن عدم وجود المنشآت في السباق، وعدم الاهتمام بأنديتها من قبل شرائح المجتمع أدى إلى هجرانها لأندية خارج المحافظة. ولكن هذه المعادلة، وأعني الطيور المهاجرة، وعدم الاهتمام الرياضي في المحافظة، قد تغيرت بعد المعطيات الأخيرة، لاسيما أن نتائج الباطن والقيصومة فرضت على مجتمع حفر الباطن التحرك الايجابي تشجيعا ودعما واستراتيجية، وبدأنا نسمع للمرة الأولى عن دعم رجال الأعمال، والمؤازرة الجماهيرية في الملاعب، والمطالبة المجتمعية بضرورة وصول نادي الباطن لدوري «جميل» لما يحمله هذا الصعود من أثر اجتماعي واقتصادي وتعريفي لمحافظة حفر الباطن التي صدرت لمناطق المملكة العديد من الكفاءات في جميع المجالات، ووجود الباطن في جميل سيجعل الكثير ممن يسمع عن هذه المحافظة الطموحة زيارتها، ويشد الرحال لها بسبب طفرتها الرياضية. الرياضة في هذه المحافظة ستكون سفيرة لطموح طال انتظاره من أهاليها، وهم يشاهدون حلما سريعا قد يتحقق، أو على الأقل فإنهم شعروا أن فريقهما الباطن والقيصومة شقا طريق النجاح بالتواجد القوي في دوري الأولى والثانية، بعد أن كان دورهما هامشيا في المنافسات الرياضية. حفر الباطن محافظة جميلة تستحق من أهاليها دعمها في الجانب الرياضي، بعد أن بادر قطباها الباطن والقيصومة في كتابة تاريخ جديد لها، حتى وإن لم يكتب للأول الصعود ل «جميل» والثاني الوصول لدوري الدرجة الأولى، فالمهم هو شرف المحاولة وزرع الطموح للسنوات القادمة.