حفر الباطن – حماد الحربي دعم «الرئاسة» لا يكفي.. ولا يقلقني تسرب المواهب. عدَّ نائب رئيس المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف في نادي الباطن علي المعدي، أن صعود الفريق الأول لكرة القدم في النادي إلى الدوري الممتاز «مسألة وقت ليس إلا»، واصفاً المرحلة التي يعيشها النادي حالياً بالذهبية، مؤكداً أن تشكيل أول هيئة شرفية في تاريخ النادي ستسهم في اكتمال البناء، وتحقيق آمال وطموحات محبي النادي. وقلل المعدي من تأثير ظاهرة تسرب عدد كبير من المواهب على مسيرة النادي المستقبلية، مؤكداً أن المحافظة تزخر بالمواهب القادرة على تمثيل الفريق وتحقيق النجاحات المنتظرة، وقال المعدي في حواره مع «الشرق»: «حفر الباطن ولَّادة للمواهب، وأنا مؤيد تماماً لفكرة بيع عقود اللاعبين لأندية أخرى، وأي لاعب تأتيه فرصة أتمنى دعمه ومساندته». واشتكى نائب رئيس المكتب التنفيذي لهيئة أعضاء الشرف في نادي الباطن من قلة دعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب للأندية، كما تحدث عن تأثير عدم وجود جامعة في حفر الباطن على مسيرة الأندية الرياضية، وغيرها من المواضيع.. فإلى التفاصيل: * كيف ترى خطوة تشكيل أول هيئة أعضاء شرف في تاريخ نادي الباطن؟ - خطوة مفيدة للنادي، لأنه بتأسيس هيئة أعضاء الشرف تكون قد اكتملت أضلاع النادي، واكتمل البناء، وهذه الخطوة رغم أنها كانت فكرة مطروحة قبل ثماني سنوات إلا أنها لم ترَ النور إلا بعد اكتمالها ونضوجها، وهيئة أعضاء الشرف هي بداية لعهد جديد في النادي، حيث أصبح هناك نظام ومرجعية، وستسهم في تطوير العمل وتحسينه، ودور الهيئة الشرفية ليس تقديم الدعم المادي فقط، بل تقديم أفكار جديدة ومراقبة أعمال النادي. * باعتبارك نائباً لرئيس المكتب التنفيذي، ما هي الخطوة التي كانت بمثابة اختبار حقيقي لأعضاء المجلس، وهيئة أعضاء الشرف؟ - الأجمل في نادي الباطن أنه بمجرد تشكيل هيئة أعضاء الشرف أصبح الجميع متحمساً للدعم ومستعجلين للنتائج، وهذه لا تتحقق في يوم وليلة، وبدأت أولى الخطوات بالهيئة الشرفية عندما رأينا أن الفريق الأول لكرة القدم يمر بمرحلة مهمة، حيث اجتمع المكتب التنفيذي ونجح في حل كثير من المشكلات والعقبات، وقدم مبلغ 400 ألف ريال كسلفة عاجلة لإدارة النادي لتسيير بعض الأمور من ضمنها رواتب اللاعبين المتأخرة. * هناك مَنْ يقول إن علي المعدي هو أول مَنْ أسس للباطن بشكله الجديد عندما كنت رئيساً للنادي في فترة سابقة.. ما تعليقك؟ - الحمد لله، كانت فترة رئاستي للنادي جميلة وكان فيها كثير من أعضاء مجلس الإدارة الحالية، وكنا فريقاً واحداً يعمل بحب وإخلاص، ومنذ بداية استلامي للرئاسة في عام 2001، بدأ الباطن ينافس خارجياً، ولأول مرة في عهدي يلعب مباراة رسمية خارج المنطقة الوسطى، أي بعد 22 سنة من تأسيس النادي، حيث دخلنا دورة الصعود 1422ه، ودورة المناطق ثم دورة الصعود، وكانت تجربتنا ناشئة، وجاءت الإدارة الجديدة وأكملت المشوار ونحن نعد جميعاً من جيل واحد، حيث إن الرئيس الحالي ناصر هويدي كان عضو مجلس إدارة عندما كنت رئيساً للنادي.. وتقريباً منذ عام 2001 تشكل النادي على المستويين الإداري والفني، كذلك أعضاء الشرف، حيث بدا النادي مختلفاً عن السابق، لكن عمل الإدارة الحالية المميز أسهم بشكل كبير في تطور النادي. * وما هي الخطوة الأهم لنادي الباطن طوال مسيرته التي نقلته لعصر احترافي مميز؟ - صعودنا للثانية، ثم الصعود للأولى اختصر عمل عشر سنوات للأمام، حيث إنه مع تطور التجربة والخبرات التراكمية والعمل التكاملي وصل النادي إلى ما وصل إليه من مكانة. * ماذا عن الألعاب المختلفة في النادي.. أين هي؟ - لا أخفيك أن المشكلة سببها يكمن في دعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب، حيث قطعت إعاشة الألعاب المختلفة منذ أكثر من 15 سنة، وتم حصرها على 120 ألف ريال، وهي لا تكفي لتسيير كل الألعاب، فنحن نحتاج لأن يمارس الشباب كل هواياته في النادي، والرئاسة هي المسؤولة عن تأخر فتح منشأة رياضية في المحافظة. * حفر الباطن محافظة تابعة إدارياً للمنطقة الشرقية، ولكن على المستوى الرياضي، فالنادي يتبع مكتب الرئاسة في الزلفي، ألا يفترض أن يكون هذا المكتب في حفر الباطن؟ - يفترض أن يكون هناك مكتب لرعاية الشباب في حفر الباطن، وقد ناقشت هذه الفكرة كثيراً في فترة رئاستي للنادي مع محافظ حفر الباطن السابق حمد بن سليمان بن جبرين – رحمه الله – على اعتبار أننا تابعون إدارياً للمنطقة الشرقية، ويفترض أن نكون كذلك رياضياً، وقد عملنا على ذلك مع أندية النعيرية وقرية العليا، وقطعنا شوطاً كبيراً، ولكن انتهت هذه الفكرة بابتعاد ابن جبرين – رحمه الله – عن المحافظة. * يتحدث بعض أهالي حفر الباطن عن فكرة إنشاء نادٍ آخر في المحافظة بحكم الكثافة السكانية.. ما رأيك؟ - أنا عندي تحفظ على هذه الفكرة، فالمحافظة من حيث الكثافة السكانية تحتاج لثلاثة أندية وليس نادياً واحداً، ولكن المشكلة تكمن في الوعي بدور وأهمية النادي، فنحن نعاني في نادي الباطن حالياً من أن الناس ليست مؤمنة بدور النادي رغم أن دوره ليس رياضياً فقط، بل دوره اجتماعي في الأساس، وأنا متأكد أنه عند افتتاح المنشأة في النادي سيتم التغلب على كثير من المشكلات، وسينجح النادي في احتضان أكبر قدر ممكن من محبيه والشباب الرياضي في المحافظة، وسيتم تفعيل كل الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية، ويكون هناك تواصل بين النادي ومحبيه. * لماذا تركت نادي الباطن، وتخليت عن الرئاسة، وابتعدت عن النادي؟ - العمل في الأندية صعب جداً، فهي تحتاج إلى نفس طويل لأنها مرهقة ومتعبة جداً، خاصة أنني عندما استلمت رئاسة النادي كان وقتها مجرد جدران إسمنتية لا أكثر ولا أقل، ولا أبالغ عندما أقول إن هذه الجدران كانت غير «مصبوغة» أيضاً، ولا يوجد فيها لا بشر ولا حجر، وكان لابد من إنعاش النادي وبث الحياة فيه من جديد، وذلك بتفعيل جميع الأنشطة وهذا ما حدث، وكانت أربع سنوات مرهقة جداً، ومعظم أعضاء مجلس الإدارة الحالي عمل معي ويدرك صعوبة تلك الفترة، وكيف بثثنا الحياة من جديد في النادي في تلك الفترة من ألعاب وأنشطة، وبعد ذلك الجهد كان من الطبيعي أن الإنسان يحتاج للراحة قليلاً، وسلمت زمام الأمور للأخ ناصر الهويدي الذي حقق نجاحات غير مسبوقة، ورحيلي عن الرئاسة لا يعني ابتعادي عن النادي، فأنا طوال الفترة الماضية قريب من رئيس النادي، ومتابع لكل شؤون النادي. * كيف ترى مستوى فريق الباطن هذا الموسم؟ - الحقيقة أنا متفائل جداً بمستقبل الفريق الأول لكرة القدم، ولا أستعجل النتائج، وواثق أن صعوده إلى الدوري الممتاز مسألة وقت ليس إلا، وفي الموسم الحالي يحتاج لاعبو الفريق إلى مزيد من النضج، خاصة أنهم صغار في السن، كما أننا كأعضاء شرف ينتظرنا دور كبير في دعم الفريق حتى يكون مؤهلاً وجاهزاً للعب بين الكبار. * وما الذي يجعلك واثقاً لهذا الحد من الصعود للدرجة الممتازة؟ - ثقتي تنبع من كنز المواهب التي يمتلكها النادي، ومتأكد أيضاً أنه سيكون هناك دعم مادي يسند هذه المواهب ويبرزها للمكانة التي تستحقها. * لكن النادي فرَّط في مواهب شابة واستفادت منها أندية أخرى منافسة للباطن؟ - أنا لا أخشى من هذا الأمر كثيراً، فالمحافظة ولَّادة ، كما أنني مؤيد تماماً لفكرة بيع عقود اللاعبين لأندية أخرى، وأي لاعب تأتيه فرصة أتمنى دعمه ومساندته. * عندما كنت رئيساً للنادي، هل عانيتم من عدم وجود جامعة في حفر الباطن؟ - بكل تأكيد، والإدارة الحالية كذلك، فالجامعة ليست مطلباً خدمياً فحسب، بل لها تأثيرات اجتماعية ورياضية، فالمواهب نفقدها من بعد المرحلة الثانوية، حيث تذهب للرياض والدمام والقصيم، وطالب الجامعة يعيش أفضل فتراته الرياضية، ولكننا مع الأسف لم نستفد من مواهبنا التي بين 18 – 22 سنة بسبب غياب الجامعة.