وصف الداعية والخطيب الإسلامي الشيخ سعد السبر دور الدعاة والخطباء في مثل هذا الجانب بالجميل جداً والرائع لنشر المفاهيم التنموية وإشاعة ثقافة الجماعية، مشيراً إلى أنّ هذا يلمسه المستمع للخطباء لكن الإشكالية تتعدى وتتفاوت علم وثقافة الخطباء ومدى ارتباطهم بالمجتمع وهذا يجعل هناك تفاوتا كبيرا في طرح هذه الأمور الحيوية، مضيفا «نجد البعض يحض على التعاون في الأمور الخاصة بالمجتمع وقبلها الدين ولكننا نجد البعض يحرص على التعاون للدين فقط دون المجتمع وهنا يظهر الفرق»، مشدداً على ضرورة رفع المستوى العلمي للخطباء فإن كان قد حصل على درجة الدراسات العليا ونحوها في تخصصه فهذه تكفيه مع قوة التحصيل العلمي وإن لم يكن لديه هذا المؤهل أو تتلمذ عند العلماء ومستمراً في الطلب فهذه الفئة حينئذ تحتاج إلى مزيد من العلم والدورات وورش العمل على مستوى جميع الخطباء لرفع المستوى الثقافي لهذه المفاهيم. ويوضح السبر أنّ العقبات كثيرة في هذا المجال وأهمها رفع المستوى الثقافي والعلمي لديهم ومدى تقبل الناس لخطبة متعلقة بمجالات التعاون، فالمجتمع لا يريد الخروج عن النمط التقليدي للخطبة وهذه بحسب السبر مشكلة حقيقية يجب التغلب عليها، كما أنّها يجب أيضاً حثّ المجتمع على التأقلم والتعاون والحيوية مع هذا المفهوم، مشيراً إلى أنّ بعض فئات المجتمع لا يتعاون مع المسجد ويحافظ على نظافته وممتلكاته فيدخل المسجد بالحذاء ويلوث الفرش، ولا يقبل كذلك التوجيه، وبعض الخطباء بحسب السبر لا يلتفت للنقاط السهلة ليصل للنقاط الصعبة. ويبدي الإعلامي والباحث في القضايا الثقافية والإعلامية عبد العزيز آل داود، تخوفه من تحول المنبر إلى قناة فضائية، منوهاً أنّ مبدأ الروحانية قد فقد من على المنبر والذي يتمثل بالدرجة الأولى في الحث على العبادة والترغيب في ثمرات الإيمان ومعاني التآخي والكثير من القضايا التي لم نعد نسمعها وهذا مؤشر مقلق بحسب رؤية داود، معتبراً أنّ ترجمة مشروع حقيقي يسهم في إشاعة مثل هذا المفهوم عبر المنبر يعد أمراً مهماً، لكن ربما تكون هناك مستويات للتناول تختلف من منطقة لأخرى فهي المخولة في تحديد مثل هذه الأمور، أولها مساجد المسلمين الثلاثة الكبرى وهي المسجد الحرام والنبوي والأقصى فهذه الثلاثة هي التي تسمع كلمتها. ويرى داود أهمية الحاجة إلى التدريب والتأهيل الحقيقي للخطيب والداعية في هذا المجال، منوهاً الى أنّ العالم الإسلامي لا يعنى بمثل هذا أبداً رغم أنّ كل بلد إسلامي لديه معهد أو كلية للأئمة والخطباء، ومن هنا يتعين أن يلزم الخطيب نفسه سنوياً بأخذ دورة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام أو حتى ليوم واحد لمدارسة مثل هذه القضايا ويكون لدى وزارات الأوقاف رصد دائم وسنوي لمثل هذه القضايا.