استيقظنا الأحد الماضي على أنفاس النجاح والأمل، ولم يخب رجاؤنا، ولم نجلس نتفرج من بعيد على الفائزين في انتخابات المجالس البلدية، فكنا معهم وبينهم، وأسماء الفائزات كانت في قوائم الفائزين، فعندما بدأت أتصفح القوائم الرسمية المعلنة، تبادر إلى ذهني سؤال "ماذا وكيف ومتى سنرى البرامج النسائية الانتخابية على أرض الواقع؟" وسط نظرة تفاؤلية وحماس منقطع النظير، ليس تشكيكا في قدرات النساء، وإنما تأكيد على "قدرتها على العمل والانجاز بزمن قياسي وكفاءة عالية وجودة"، فهي ستنقل أصواتنا جميعا، وستحقق ما يسمى ب "التغيير الميداني". تتيح انتخابات أعضاء المجالس البلدية للمواطنين فرصة المشاركة في صنع القرار، من خلال اختيار ذوي الكفاءة والخبرة لإدارة الشؤون المحلية والخدمات البلدية، ويقوم مفهوم الانتخابات بصفة عامة على إدلاء مجموعة من المواطنين - تتوافر فيهم الشروط اللازمة لممارسة حق الانتخاب - بأصواتهم لصالح المرشحين الذي يحظون بتأييدهم، ضمن عملية منظمة وفق أنظمة الاقتراع المعتمدة. وتستمد انتخابات أعضاء المجالس البلدية أهميتها من مشاركة المواطنين للأجهزة الحكومية في إدارة الخدمات البلدية، إذ تعتبر هذه المشاركة عاملاً مساعداً في دعم القرار الحكومي بما يحقق مصلحة المواطنين، إضافة إلى ذلك، فإن هذه المشاركة تجعل المواطنين في موقع المسؤولية المشتركة مع الجهات الرسمية، وهذا يزيد من مستوى الوعي والمبادرة لدى المواطنين. جميع ما ذكر، أوعز أهمية الثقافة الانتخابية بين أفراد المجتمع، للولوج بصورة "مشرقة"، فحصدنا 17 مقعدا في المجالس، فهذا الفوز الساحق لم يأت إلا بدعم سخي، إيمانا بقدرات المرأة، وكفاءتها وعطائها لمجتمعها، فعندما تمكنت من قطع أشواط في مجالات عدة، لم تقف عاجزة على أن تمثل نساء منطقتها، لنقل التصورات والمرئيات، فلم تعد من الآن المجالس مغلقة "للرجال"، فالمرأة مساهمة ومشاركة، وليست "مستمعة". لذا جاءت الدورة الجديدة للانتخابات مدعومة بحزمة من الصلاحيات والمزايا التي تعطي المجالس البلدية المرونة في التحرك والعمل بقوة بما يخدم الوطن، منها الاستقلالية المالية والإدارية والصلاحيات الواسعة التي منحت لها، وغير ذلك من مزايا واستعدادات ستكون كفيلة بانطلاقة قوية لعمل هذه المجالس بما يخدم التنمية ويرتقي بمستوى الخدمات البلدية في المناطق والمحافظات. إضافة إلى إشراك المرأة في المقاعد الانتخابية والتي أصبحت من "الضرورات". وفي أول لقاء سيعقد في المناطق، سنرى تغييرا ربما ينبهر البعض من حضور المرأة، ومن خلال اللقاءات التي ستعقد سنلحظ ما يسمى ب "الترقب"، المقصود به "قدرة المرأة على إثبات جدارتها في المشاركة، وكيف يمكن لها أن تصنع التغيير.. هناك مسؤوليات تنتظر الفائزات، فالفوز لا يتوقف عند اللقب وحضور الاجتماعات، فهناك واقع سينقل الصورة أولا بأول، ونحن على ثقة تامة ويقين أن ما ستحققه الفائزات سيرفع من قيمة عمل المجالس وسيحدث نقلة نوعية، فهناك برامج متنوعة ذات فاعلية، فكل من ستسعى إلى تحقيق برنامجها الانتخابي، ستنقل مجتمعها إلى ما هو أكثر تطورا ونماء.