مع ثورة التكنولوجيا والمعلومات التي ساهمت في حدوث تقدم كبير على جميع المستويات من خلال انتشار الشبكة العنكبوتية وتوصيل المعلومة بكل يسر وسهولة الى الجميع وبالتأكيد أن هذه الثورة ولدت معها المواقع الاجتماعية التي فتحت الباب للالتقاء في الزمان الواحد بين العشرات ولأنهم على حافتها يتراسلون في الوقت نفسه، ويؤثرون ويتناقلون المعلومة والمعرفة والخبر. فلقد أسهمت تلك التكنولوجيا في كسر القيود والحواجز في تقريب المكان والزمان متحدية في ذلك تلك الضوابط القديمة والتقليدية، وبالتأكيد أثرها امتد الى الشعر والادب، لكن برأيي الشخصي أن هذا الاثر كان سلبياً. فمع تزاحم المواقع الاجتماعية التي تُعنى بالادب أصبح الشعر والشاعر يميلان الى الايجاز، ومعه أصبحت النصوص بلا نكهة، وبلا طعم. حتى أصبح الشاعر يكتب ويرتجل أبياتا حول الهاشتاق المتداول ويوظف بيتا أو بيتين ربما يذهبان أدراج الرياح بعد أن يتلاشى هذا الهاشتاق ويختفي، حتى أن الشاعر لا يتذكرهما. لقد قتلت المواقع الاجتماعية الشعر الحقيقي، وابعدت الشعر عن الشاعر والجمهور الذي يبحث عن الذائقة والقصائد التي خلدها كل عصر، حتى وصلت الينا قصائد مازلنا نستشهد بها ونتوقف عند أبياتها رغم أن تلك الحقبة الزمنية كانت تقع في ظلام إعلامي دامس. ومع تويتر و140حرفا عزاؤنا للشعر وجمالياته، فقد قتل روح الشعر وأسقط خريف أوراق الاحاسيس المثمرة، وابتعد الشاعر عن أجواء النشر والقصائد الطويلة الكاملة الدسم التي تعطي الموضوع حقه وتعطي للمتلقي صورة كاملة ووافية عن الموضوع المتناول في القصيدة واختصار الفكرة في بيتين، دون محاولة الابحار داخل النص والغوص في جواهر الاحاسيس وأناقتها. لقد جعل عصر السرعة من الشعر والمشاعر قصائد معلبة بتاريخ انتهاء صلاحية. حتى أصبح الشاعر يبحث عن التواجد اليومي أكثر من الكم والجودة الشعرية، وليته يستطيع إرضاء ذائقة المتابعين الذين غالبيتهم لا يجيدون أساسيات الشعر ويتذوقون جمالياته كديوانية الشعر والمجلات والقنوات الشعرية.كما أنه مع تويتر أصبح كل مغرد ينسب أبيات الشعراء له دون أن ينسب الحق لصاحبه. وكذلك انتقلت الشللية بشكل آخر، وأبعدت الشاعر عن أجواء الشعر والاحتكاك الحقيقي، وظهرت ضحالة فكر بعض الشعراء من خلال ردودهم ، وكشفت بعض مدعي النجومية الذين قاموا بشراء متابعين وهميين. من الخاطر بعد القصيد اللي حروفه مقابيس وثّقت بايديني عن الشعر قيدي حسبي على تويتر وحسبي على الفيس ماعاد جمهوري يشاهد جديدي والسوق زحمه وأغلب الشعب فرّيس ماعاد تدري وين وجه المديدي ياوجد قيس ووجد ليلى على قيس وكلٍ على شفه يزيد ويعيدي