الناظر إلى واقعنا الرياضي الآن يجده وسطاً متلاطم الرغبات والأهواء مليئاً بالمتناقضات؛ جرّاء ما يحدث فيه من مشاحنات ومزايدات مصدرها أفواه تتحدث هنا وتغرد هناك منفرةً ومذكيةً نار التعصب الرياضي، بمباركة من مواقع التواصل الاجتماعي ومن بعض الفضائيات ومسيريها الذين أفردوا مساحةً وصدروا المشهد من لا يستحق، في حين أن ثلة من عقلاء الرياضة ما زالوا بعيدين عن مشهدنا الرياضي، الأمر الذي جعل رياضتنا تتحول تحولاً خطيراً وتتراجع بعد أن كان لها السبق والأولوية إقليمياً وعربياً وقارياً! حين تصاب بالملل والسأم والكآبة من وسطك الرياضي المعاصر وهو بلاريب واقع بك لا محالة، فما عليك سوى أن تدير ظهرك هرباً منه وتقلب في صفحات الماضي بحثاً عمن يزيل عنك تلك الهموم، حينها ستتبدل مشاعرك وترتسم عليك علامات الرضا والسعادة وتمتلئ فرحاً! أحسنت "برو سبورت" ووفقت كثيراً في برنامج "الكبار" حينما عنت وسلطت الأضواء على حقبة زمنية مهمة في تاريخنا الرياضي كانت مميزة بقيادييها ومدربيها ولاعبيها وكل عناصرها من الجيل الذهبي في زمن الكرة الجميل، وجاء البرنامج ملبياً لحاجة كثير ومشبعاً لطموحاتهم والذي أعاد تلك المشاهد المختزلة في الذاكرة إلى الظهور. أعتقد جازماً أن برنامج "الكبار" ناجح بكل المقاييس وأن طاقمه الذي تألق في الإعداد والتقديم واستضافة شخصيات بارزة لتتحدث عمن أثرى الساحة الرياضية في المملكة وفق كثيراً لاسيما وأن "الكبار" ما زالت إنجازاتهم يتغنى بها الوطن خالدةً لن تغادر الذاكرة. حقيقة: بين الثراء والإثراء تجانس، لكن شتان بين مدلوليهما ومن تلازمه هذه ومن تلازمه تلك، وممن نأنس برؤيته وممن أضحى الواقع يفرض علينا أن نترفع عن الحديث عنه، ولا فض فو الشاعر المتنبي حين قال: وإذا كانت النفوس كباراً.. تعبت في مرادها الأجسام.