لا يمكن لأي شخص تواجد في ( زمن الطيبين ) أن ينسى تلك الايام بحلوها ومرها ولذلك يطلق عليه آباؤنا وأجدادنا ( الزمن الجميل ) . ضيفنا اليوم هو أحد مؤسسي ورواد كرة السلة بنادي الخليج في سيهات الذي تخلل حديثه ل ( الميدان ) الكثير من الآهات ما بين خبر محزن وآخر مفرح واسترجع الكثير من القصص التي من المستحيل ان تتواجد اليوم الذي طغت فيه التكنولوجيا على كل شيء. ضياء علي الهاشم ( 57 سنة ) أحد لاعبي نادي الخليج في لعبة كرة السلة وأدار منتخب السلة لفترات طويلة وإحدى الشخصيات التي ساهمت في نجاح الكثير من المناسبات الرياضية والاجتماعية، لكنه اليوم تجبره الظروف لمغادرة سيهات بسبب ظروف عمله ( السفارة السعودية في السنغال ). أبو محمد تحسر كثيراً على ما يحدث في سلة الخليج وناشد اللاعبين القدامى العودة والاهتمام بدءاً من الفئات السنية واستقطابها من المدارس .. فإلى الحوار : حدثنا يا أبا محمد عن الماضي ؟ يرد ويتنهد , رجعتنا للزمن الجميل , فكل معاني الجمال كانت تختصر في ذاك الزمان , والجميل والأبرز أن النفوس كانت طيبة. هل لهذا الحد الزمن تغير ؟ نعم والفرق كبير جداً , ودعني أتحدث من الجانب الرياضي على الاقل فقد كنا نجسد معنى عائلة واحدة, لسنا أصدقاء في التمرين والملعب فقط, لا فقد كنا كتلة واحدة والقلوب موحدة أما اليوم فلا وألف لا , وهذا من واقع تجربة مع الجيل السابق والحالي , صدقني الفرق كبير جداً. وكيف كانت حياتكم من الجانب الرياضي ؟ كنا نلتقي في بيت «أبو ناجي المدن» كل يوم قبل التمرين وبعد التمرين , وكانت أم ناجي - رحمها الله - تعد لنا الطعام وتحسبنا كأحد أفراد أسرتها حتى اننا كنا ننام هناك، هكذا كنا في أكثر من منزل , حياة بسيطة ونرضى بالقليل دون طمع , نذهب للنادي ونغادر سوياً وهذا سبب كبير في قوة الفريق في ذاك الزمان. وكيف كنتم تتنقلون من مكان لآخر ؟ لا توجد وسيلة مواصلات رغم أننا كنا شباب, حتى الدراجة لم نكن نمتلكها ومن كثر أننا نعيش البساطة تشاركنا أنا وأخي المرحوم ( عبدالهادي الراشد ) واشترينا سيارة أسمها ( بوني ) وأذكر ان قيمتها في ذاك الوقت كان 4000 ريال. ما أفضل فترة لأبراج الخليج ؟ منذ العام 1400ه حتى العام 1405ه تقريباً هي أفضل الفترات، حيث كان الخليج طوال السنوات الخمس هو الوصيف بعد نادي أحد. ولو عاد الزمن للوراء ما الذي سيتغير ؟ لو عاد الزمن لكانت سلة الخليج بخير الآن وكما ذكرت لك ستكون النفوس طيبة وستعود الكتلة واليد الواحدة من جديد. حدثنا عن لقاء سلة الخليج مع ( هارلم الأمريكي ) ؟ لقاء تاريخي , حتى نحن كلاعبين تأثرنا باستعراض الفريق الأمريكي وبدأنا نطبق ما يفعلونه. أنا مع زميلي ( دردش ) وضعنا الكرة في ظهر أحد اللاعبين ووصلنا للسلة وسجلنا نقطة، كان يوما ممتعا جداً وتعلمنا بالخصوص طريقة التصويب نحو السلة. ولماذا اعتزلت مبكراً ؟ أنا لم أعتزل لكني تعرضت لاصابة في الركبة أبعدتني عن الملاعب كلياً، شخصياً لا أحبذ الخوض في هذا الموضوع. وادارياً لماذا ابتعدت ؟ أنا الآن متواجد على رأس هرم لجنة كرة السلة وان شاء الله تعود السلة كما كانت وهذا يحتاج لجهد كبير من اللجنة واللاعبين. وما النصيحة التي تقدمها لهم؟ أن نعمل بكل جهد لاستقطاب لاعبين من المدارس وان نأسس مدرسة لكرة السلة. لو كنت رئيساً لنادي الخليج ما الذي ستقدمه لكرة السلة ؟ مفرح أن أكون رئيساً للخليج، بل يشرفني ذلك ولو كنت فأول ما سأفعله سأجمع أبناء سيهات للعمل كفريق واحد ويد واحدة وأعود بجميع الألعاب مثلما كانت في عهد رئاسة المرحوم والمربي أحمد عبدالمحسن المعلم ( أبو نبيل ) وكذلك كما ازدهرت في عهد الأخ العزيز محمد بن عبدالله المطرود والأخير يعتبر في حد ذاته صرحا. خبر مفرح في زمن الطيبين وآخر محزن ؟ الخبر المفرح هو يوم اختياري مديراً للمنتخب السعودي لكرة السلة. أما المحزن فهو يوم فقدان أخي ورفيق دربي المرحوم عبدالهادي الراشد وحتى الآن لا يمكن أن أنساه أو أنسى ذلك اليوم. لو أتيحت لك الفرصة لتوجيه كلمة ( رياضية ) لمن تقدمها ؟ أقدمها لإدارة نادي الخليج برئاسة الصديق فوزي الباشا وهي : شكراً لكم لكل ما تقدمونه لفريق القدم. أما الكلمة الثانية فأقدمها للاعبين القدامى لكرة السلة ورسالتي لهم : نريد عملا جادا لعودة السلة والحفاظ على تاريخها. قبل الختام: هل تذكر لنا موقفا ظريفا في زمن الطيبين ؟ هذا الموقف لا أستطيع نسيانه : كنت أنا وزميلي عبدالله درويش والمرحوم عبدالهادي راشد وذهبنا لشراء ( غداء ) من مطعم بخاري من شارع الخزان بالدمام , لم نحصل على صحن فوضعنا الأكل على ( كيس أسمنت ) واختلط الحابل بالنابل .. كانت أياما جميلة. كلمة أخيرة : شكراً لجريدتكم الموقرة التي أتاحت لي الفرصة وأتاحت للكثير من الرياضيين الظهور للإعلام بعد أن نسيهم وتناساهم الشارع الرياضي. ضياء الهاشم الهاشم مع رفيق دربه عبدالهادي راشد (يرحمه الله)