استنادًا على قصة حقيقية، تدور أحداث فيلم (في قلب البحر) "In the Heart of the Sea" في شتاء عام 1820 في وسط البحر، حيث تتعرض سفينة صيد الحيتان إيسكس وطاقمها للهجوم والترصد بواسطة أحد حيتان العنبر الضخمة، حيث يحتجزهم في البحر لمدة تزيد عن ثلاثة شهور على بُعْد آلاف الأميال من البر، فيصير طاقم السفينة في حالة صراع من أجل البقاء. الفيلم من بطولة النجم الأسترالي الأمريكي كريس هيمسوورث وهو الذي خسر 15 كيلو من وزنه ليتناسب مع شخصيته بالفيلم، إضافة إلى فرانك ديلان وسيليان ميرفي وتوم هولند، ومن سيناريو وحوار ريك يافا وتشارلز ليفيت وبيتر مورجان وأماندا سيلفر، ومن إخراج رون هوارد. واعتمادًا على رواية في قلب البحر للروائي ناثانيل يفبرك، التي صدرت عام 2000 والتي تعتمد على قصة حقيقية جرت أحداثها عام 1820، وتعتبر من أفضل الحكايات المروية، عن صراع الإنسان في البحر، والتحديات والمصاعب التي تواجه الإنسان، حينما يواجه غضب الحيتان، يروي الفيلم الغرق الحقيقي لمركب صيد الحيتان (اسيكس) في وسط الباسفيك بعد تعرضه لهجوم من أحد الحيتان. وتحول الناجون آكلة لحوم البشر لينجوا. لكن في الحقيقة، ما من صيد للحوت الأبيض، وحتى ولو استوحى هيرفان ميلقيل وروايته (موبي ديك). طول مركب (اسيكس) حوالي 27 مترًا. الحجم مبالغ به، بقدر ما أن صيد الحيتان ليس الموضوع الأساسي. تركيب الصورة هذيانية. هذا السقوط العمودي للمركب، يغطي كل مساحة الهشاشة الإنسانية في هذا المحيط الواسع. يأخذنا الفيلم إلى العام 1820، حيث حكاية مجموعة من البحارة، بقيادة الكابتن جورج بولارد، في رحلة لاصطياد الحيتان، وفي إحدى المواجهات، يوجه الكابتن حربته إلى حوت ضخم، تبدأ مغامرة من نوع مختلف، فما إن تثبت تلك الحربة أو الرمح المخصص لاصطياد الحيتان، في جسد الحوت، حتى يبدأ غضب الحوت المدمر، عبر رحلة مليئة بالمصاعب، يقود خلالها الحوت الرحلة من مواجهة إلى أخرى، ومن دمار إلى دمار آخر، في جسد السفينة، التي تتحول إلى أشلاء ممزقة، ثم مطاردة البحارة الواحد بعد الآخر، وعلى مدى 90 يوماً ولأكثر من ألف كيلومتر بعيداً عن الأراضي، وفي تلك البقاع البحرية النائية والمواجهات مع حوت غاضب نكون أمام حكاية تجعل المشاهد يلتصق بكرسيه وهو يتابع مجريات أحداثها إلى النهاية.