أكد الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي، أهمية مؤتمر "فكر 14"، الذي سيعقد مساء اليوم بالقاهرة، برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، باعتباره -المؤتمر- يشكل تظاهرة فكرية وحضارية تتبناها الجامعة العربية، معربا عن تقديره للتسهيلات التي قدمتها الأمانة العامة للجامعة؛ لإبراز الفكر في بيت العرب وقال: "نتطلع لأن تكون هذه المبادرة الرسمية والأهلية المتمثلة في (مؤتمر فكر 14) خطوة مهمة على صعيد تحقيق مستقبل زاهر للأمة العربية". جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الاجتماع التمهيدي للمؤتمر، بمقر الجامعة العربية، بحضور أمينها العام الدكتور نبيل العربي ولفيف من المفكرين والباحثين العرب والإعلاميين وممثلي المنظمات العربية المتخصصة. وأوضح الأمير خالد الفيصل، أن أكبر ما تحتاج إليه الأمة في المرحلة الراهنة هو الفكر والعقل والتدبر في الأمور بعقلية صافية خالية من العواطف ومن التظاهر الكبير بالحماس الذي لا يقود إلى نتائج إيجابية، وأضاف: "نريد حماسا إيجابيا عن طريق الدراسات والعلم والمعرفة"، معتبرا أن ذلك يمثل الطريق الذي بوسعه أن ينقل الأمة إلى المستوى الحضاري المنشود من قبل القادة العرب. من جهته، عبر الدكتور نبيل العربي عن أمله بأن يسفر مؤتمر القاهرة عن حزمة من الأفكار والتصورات والرؤى التي تساعد الأمة العربية على الخروج من الأزمات الراهنة سواء أكانت سياسية أو عقائدية أو أيدلوجية أو أمنية. بدوره، تحدث في الاجتماع الدكتور هنري العويط مدير عام مؤسسة الفكر العربي، موضحا أن انعقاد مؤتمر "فكر 14" يأتي بالتزامن مع الذكرى ال 70 لتأسيس الجامعة العربية، وفي ظل الظروف البالغة الدقة التي تواجهها الأمة العربية حاليا، وتستوجب تحقيق التكامل بين الإرادة السياسية لدى صناع القرار والكفاءات الفكرية والعلمية العربية؛ لمواجهة التحديات الكبيرة وصناعة مستقبل استقرار الأمة. وقال العويط إن اعتماد مؤسسة الفكر العربي التكامل هدفا لا يأتي بجديد، لكن مناقشته في مؤتمر القاهرة يجسد حقيقة الاستجابة للتوجهات العالمية التي بادرت بالخروج من الأطر الثنائية إلى الأطر التكاملية، دون المساس بالمكونات الثقافية الخاصة لكل جماعة أو دولة، لافتا إلى انعقاد المؤتمر بالتنسيق مع الجامعة العربية وفي مقرها يعكس الثقة في هذه المنظومة التي أسست العمل العربي المشترك رغم ما تواجهه من تحديات، مشيرا إلى أنه منذ تأسيس الجامعة والعقل العربي لم يتوقف عن البحث والدراسة فضلا عن الدور المتميز لمراكز البحوث والدراسات. وأضاف: لا أغالي إن قلت إنه ما من قضية أساسية إلا وخصتها الجامعة باتفاقية أو معاهدة أو قرار، مع تحديد آليات التطبيق في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، ومع ذلك يبقى السؤال مطروحا لماذا لم يتحقق التكامل العربي على النحو المنشود حتى الآن، حتى مع وجود مئات الإجابات والاتهامات حول مسؤولية هذا الطرف أو ذاك، هذا ما دفع مؤسسة الفكر العربي إلى التقدم بخطوة إيجابية عبر تنظيم مؤتمر "فكر 14" الذي يتجاوز علامة الاستفهام "لماذا" إلى "كيف" وهو ما سوف تركز عليه أسئلة المؤتمر في كافة جوانب التكامل العربي، حتى يمكن الانتقال من الإطار النظري إلى السياق العملي بمشاركة ممثلي الحكومات والبرلمان ورموز الفكر والثقافة وممثلي المنظمات الأهلية والمتخصصة لبناء منظومة تكاملية قابلة للتحقق في الواقع العربي. أعقب الجلسة التمهيدية العامة توزيع المشاركين في الاجتماع إلى مجموعات عمل، كل مجموعة مكونة من 10 اشخاص يمثلون شرائح ودولا مختلفة، وجرت خلالها مناقشات موسعة حول مجموعة من الأسئلة التي تتعلق بكل جانب من جوانب التكامل، تركزت على الأبعاد الاقتصادية والتنموية والثقافية والأمنية ومؤسسات التكامل العربي، تمهيدا لأن تكون محور المناقشات خلال أيام المؤتمر الثلاثة.