«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» كلمات عظيمة ذكرها سيد العالمين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام تعني أن الإنسان يُسأل عما استرعاه الله بالدرجة الأولى، أنت مسؤول عن هؤلاء الذين استرعاك الله عليهم، أنت مسؤول عن هؤلاء الذين ولاك الله عليهم، أنت مسؤول عن زوجتك وبناتك وأولادك الذين جعلهم الله تحت إمرتك، وجعلك قيماً عليهم، فحتى يتحرك الإنسان حركة صحيحة ضمن الأصول عليه أن يعتني بمن أوكلهم الله إليه. وهناك مثل يقول «لا فات الفوت ما ينفع الصوت» ينطبق على من أهملت ولدها يلعب حول مسبح أو بجانب بحر وغفلت عنه، أو في المطبخ والماء يغلي والأدوات الحادة هنا وهناك، ومن ترك أولاده بالسيارة وأقفل عليهم الباب، ومن ترك أولاده يلعبون وغفل عنهم وعاد ولم يجدهم، ومن سمح لأولاده بالسفر وهو يعلم عدم أهليتهم لذلك... وغيرها الكثير من القصص التي تدل على الإهمال سواء من الوالدين؟ أو من المسؤولين الذين لم يحركوا ساكنا رغم تجارب سابقة لمواقف مشابهة حدثت منذ سنوات ولم يستفد منها بأخذ الحيطة وأبسطها شق الطرق بعمل مصارف للمياه فغرق الناس بمنازلهم، وغرقوا في الطرقات، وغرقوا في مصارف الماء «البواليع المفتوحة» لمجرد بضعة أيام من الأمطار تعد بالنسبة لدول أخرى قشة في بحر ولم يغرقوا... وغيرها، وأرباب العمل الذين لم يراعوا أصول السلامة في منشآتهم فطارت أيدٍ واحترقت أرجل وتسببوا في إعاقات تبكي لها العين، والكثير من القصص والمآسي التي أصبحنا نسمع بها بشكل يومي، من المسؤول عن موت أبرياء، وضياع أطفال، وإعاقة أبدان، أينفع البكاء أم النواح أم الندم أم الاعتذار على ما فات وتقديم التعازي للأهالي أو التعويض المادي ؟؟ ونهنئ معاً أسرة الطفلة المخطوفة في مدينة الرياض في مستوصف بلاتينيوم وعلى مرأى من كاميرات المستوصف دون خوف من الله أولاً ولا من ولاة الأمر ثانياً بعد عودتها إلى أهلها وذويها سليمة معافاة، ونتمنى أن تعلن أسباب اختطاف الطفلة، وأن يُشهر بمختطفيها كي يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه فعل مثل تلك الجريمة فالأطفال أحباب الله ولا مجال للمتاجرة أو الانتقام باستخدامهم وسيلة لغاية، وفي نفس الوقت نقول يجب أن تكون عبرة لمن لم يعتبر، وإنذارا لكل شخص يظن إنه مازال يعيش في زمن أول ينام والأبواب مفتوحة والناس تعيش كأسرة واحدة زمن انتهى، ونحن في زمن يخرج الواحد من بيته وهو لا يضمن العودة له ثانية. فاتقوا الله في أنفسكم وأبنائكم ومن في كفالتكم وتحت إدارتكم ومن في حمايتكم وانظروا بعين الاعتبار والرحمة للمستغيث، والمظلوم الذي لا يجد من ينصفه ويعيد له حقه المسلوب ممن لا نعلم؟.. قد تحفظ القضية ضد مجهول!! حفظنا الله وإياكم جميعاً.