«لونك» -1- قبل أكثر من ثلاثين عاما كان مكانك على يميني دائما، لا أخرج إلا ويدي تتوسد يدك الناعمة، يدك التي لم تمس يدي مثلها بعد أن أدرت لي ظهرك وسط الزحام. يدك تلك التي عجزت كل فرشاتي عن رسمها، قتلت عندي الرغبة في إعادة التجربة. الشيء الذي تمكنت من الحفاظ عليه في ذاكرتي المتجهة نحو المشيب: "لونك". أساورك.. حذاؤك. أقراطك.. وذلك القلب المتدلي بين العالمين.. كلها كانت بلون واحد.. بعد كل تلك الأعوام التي مرت: لم أستطع رسم لوحة متناسقة الألوان، لونك يا سارة يفسد لوحاتي، كما أفسد ظلمك لي في ذلك اليوم حياتي البائسة. «العجوز برهوم» -2- لا أعرف -ما رأيك؟ -جميل.. وأصلي * ألا تشعر بأن تعليقك أصبح مبتذلا.. -كيف؟ -لا أعرف.. لم أرغب أن أتفرع في الحديث معه ذلك المساء؛ استيائي منه كان أكبر من طاقة التحمل عندي. غالبا ما تنقذنا عبارة «لا أعرف» وخاصة مع أولئك الذين نتجرع الحياة معهم رغما عنا. بعد يومين حملت معي صينية بيضاء تتدلى من أطرافها خيوط ملونة، تعمدت أن أظهرها أمامه؛ لعلي أحظى بتعليق جديد يشجعني على المضي بقليل من الراحة النفسية معه. * تفضل، شايا بالنعناع. تناول كأسا ووضعه بجانبه ثم عاود النظر إلى جريدته، وعدت أنا لغرفتي أخلع كل شيء، حتى اسمه، ثم خلدت للنوم استعدادا ليوم كئيب مع ذلك الرجل. *عن موقع القصة العربية