التطوير والتحديث ومواكبة العصر لم يقتصر على الحاجات المادية فحسب، بل تجاوز ذلك حتى اخترق العلاقات الزوجية والعائلية، وأخرجها من الرتابة (على حد زعمهم ) إلى تغيير نوعي في العلاقة الطبيعية بين الزوج والزوجة، وأعطى كل طرف حقه في اختيار الوسيلة والطريقة التي يرى أنها تحقق له رغباته ونزواته. وأخذ الجانبان أي الزوج والزوجة يتباعدان شيئا فشيئا مع المحافظة على خيط ضعيف جدا تمسكا به، وتعاهدا بعدم قطعه مهما كانت الأسباب، والهدف هو المحافظة على بيت ( العنكبوت )، عفواً بيت الأسرة، وتماسكها والأبناء ونفسياتهم : استمروا على ما هم عليه كل في عالمه الخاص، الزوج له غرفته الخاصة بكامل ملحقاتها، والزوجة كذلك، وقد يمر اليوم واليومان والثلاثة ولم يشاهد بعضهما البعض. الزوجة مستمتعة في حياتها مع الزميلات، خروج وسهر وزيارات ومطاعم ومقاه، والزوج كذلك، ساعد في ذلك وجود الخادمة التي تقوم بكل أعباء المنزل، والمربية التي أصبحت أما لأبناء لم تلدهم، تعتني بالصغير والكبير، تودعهم عند الباب صباحا، وتستقبلهم ظهرا، وتحتضنهم بالمساء، الابتعاد لم يأت فجأة بل جاء متدرجاً، وسببه مشاكل صغيرة تطورت إلى أن أوصلتهم لما وصلوا إليه، كلاهما لم يجد في صاحبه ما يلبي رغباته الطبيعية فلجأوا للهروب والابتعاد عن بعضهم البعض لعله يحقق لهم ما يريدون خارج المنزل ساعد في ذلك الصديقة التي ( تزن ) وترسل رسائل خبيثة ( عيشي حياتك ما أحد سائل عنك ) والرجل يتلقى نفس الرسائل لكنها بصيغة المذكر. هذه الحياة التي أسميتها زواجا بنكهة الطلاق أو مع وقف التنفيذ، جاءتنا مستوردة عبر الإعلام ومغلفة بغلاف الحرية الشخصية التي لا تتناسب وطبيعة وخصوصية المجتمع المسلم، لكنها فرضت نفسها كواقع نعترف بوجوده بيننا، نشاهد في المقاهي النسائية ثلة من النساء يجلسن الساعات الطوال، وفي مقاهي الرجال يتكرر نفس المشهد، وقد يكون من بينهم من يعيش حياته بحرية تامة !! الرجل بقوامته وطبيعته الشرقية ( التي اهتزت )هو من يتحمل تبعات الانفلات إن جاز التعبير، وعليه واجب إعادة الأمور لمسارها الصحيح بتعديل سلوكياته وفرض احترام البيت وحقوق الزوج، وقبل ذلك العمل على تصحيح الأخطاء التي كانت سببا في الفرقة، والزوجة عليها واجب المحافظة على بيتها وأبنائها فالأبناء أصبحوا أيتاما ورعاية المربية أو الخادمة لهم سيكون لها تبعات سيئة وستنعكس على أخلاقياتهم ودينهم وقد اعترفت أحداهن أن ابنها الصغير الذي لا يتجاوز السنتين عندما يبكي يتعداها ويرتمي بحضن الخادمة وكأنها امرأة غريبة عليه تعترف ولا زالت بعيدة عن أبنائها وزوجها ورسالتي إليها هي هذا ما جنته يداك، ومجتمعنا ليس بحاجة للمزيد من الفرقة والتشرذم، والله الهادي إلى سواء السيل ,,!! اسأل الله أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين كافة ,, للجميع التحية ,,