وأخيرا اسدل الستار الأسبوع الماضي عبر البيان الذي أعلنته هيئة الطيران المدني بالتزامها القيام بتنفيذ مشروع خصخصة المطارات المدنية السعودية بخطة تبدأ من بداية العام 2016م وحتى نهاية العام 2020م، وذلك عبر تأسيس عدة شركات ابتداء من خصخصة مطار الرياض في الربع الأول من العام 2016م تحت مسمى شركة (مطارات الرياض)، كما تعتزم خصخصة خدمات الملاحة الجوية في الربع الثاني من نفس العام تحت مسمى شركة (خدمات الملاحة الجوية)، وكذلك خصخصة خدمات تقنية المعلومات تحت مسمى شركة (الشركة السعودية لنظم معلومات الطيران المدني)، في الربع الثالث من نفس العام. وهذه الخطوة والتي تهدف إلى رفع مستوى خدمات الطيران المدني وكذلك تخفيف عبء الإنفاق على موازنة الدولة في ظل انخفاض أسعار النفط، قد يكون من المنطق أن نقول (رب ضارة نافعة)، حيث إن هذه الخطوة تمثل حدثا هاما على مستوى الاقتصاد القومي وقطاع الخدمات وخدمات الطيران المدني بشكل خاص، ويبقى التحدي الحقيقي أمام هيئة الطيران المدني وهو عملية التنفيذ، أي المرحلة الانتقالية القادمة وما يصاحبها من متطلبات والتزامات نحو تحقيق القيمة المضافة من وراء هذا القرار، وهذا هو المأمول. أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي أبدا، وهذا ينطبق على قرار خصخصة المطارات، حيث إن المطالبات كانت كبيرة بالخصخصة وذلك منذ زمن لما تعانيه مطارات المملكة من مشاكل كبيرة سواء أكانت على مستوى البنية التحتية أو التشغيل، ورغم المبادرات العديدة نحو التطوير خلال السنوات الأخيرة، إلا اننا لم نلمس اختلافا جوهريا يوازي المأمول أو المتوقع من بلد بحجم المملكة، ومع هذه الخطوة اعتقد ان باب خلق الاعذار سيغلق تماما وستبدأ مرحلة مختلفة، والذي نأمل أن تكون فيها مطارات المملكة نموذجية كونها احدى بوابات المملكة وواجهة حضارية وثقافية لبلدنا الكبير. سعادتي كبيرة بهذا القرار، وسأسعد أكثر بقرارات مشابهة لمثل هذا القرار، ونأمل أن تكون قريبا وان يكون على رأسها الخطوط الجوية السعودية، والموانئ السعودية، وسكة الحديد، وغيرها من المشاريع الحكومية التي في أمس الحاجة إلى التخصيص من أجل تقديم الخدمة المتميزة والمضافة والاستدامة وان تكون احد الروافد الهامة في دعم اقتصاد الوطن، والتخلص من الاعباء التي أرهقت الدولة سواء أكانت من الناحية الإدارية أو المالية، حيث الحكومة تواجه تحديات كبيرة وعلى جميع المستويات ولعل برامج الخصخصة تكون أحد الدوافع الهامة لدعم توجهات وقوة الحكومة في مستقبل الأيام. كل الشكر والتقدير لرئيس وأعضاء مجلس إدارة هيئة الطيران المدني على هذه الخطوة الهامة، ونسأل الله لهم التوفيق والعون في خدمة البلاد والعباد. خصخصة المطارات تمثل حدثا هاما على مستوى الاقتصاد وقطاع خدمات الطيران