الناشطة الباكستانية ملاله يوسف زاي تحضر مؤتمرا صحفيا في نيويورك يوم 25 سبتمبر ايلول 2015 . يبدأ فيلم تسجيلي عن الناشطة الباكستانية ملاله يوسف زاي -والذي عرضه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مساء الأحدالماضي - بأسطورة تاريخية عن فتاة شجاعة اسمها "ملاله" قادت بلادها إلى النصر وينتهي بصبية تحمل الاسم نفسه نجت من القتل وصارت ضميرا عابرا لحدود بلادها. ويستعين الأمريكي ديفيز جيجنهايم مخرج فيلم (أسماني ملاله) بالرسوم المتحركة في بداية الفيلم كخلفية لاستعادة الفتاة لرواية أبيها عن أسطورة "ملاله" الأفغانية التي صعدت الجبل وصرخت في الأفغان فتشجعوا وحرروا بلادهم من الاحتلال البريطاني. وغرس أبوها في قلبها مقولة "أن يحيا الإنسان كأسد ليوم واحد أفضل من أن يعيش كنعامة مئة عام" هو ما كاد أن يكلف الصبية الباكستانية حياتها. ففي عام 2012 اقتحم أحد مسلحي حركة طالبان الفصل الدراسي في وادي سوات شمال غربي باكستان وسأل "من تكون ملاله؟" التي كانت تطالب بأهمية تعليم البنات وأطلق عليها الرصاص فأصاب جبهتها. ولكن نجاتها أتاحت لها أن تصير داعية لتعليم البنات وتجوب مناطق منكوبة بالتشدد الديني في آسيا وافريقيا. واكتسبت ملاله يوسف زاي (18 عاما) شهرة عالمية منذ خرجت من مستشفى بلندن ظلت فيه بضعة أشهر للعلاج. وفي عام 2014 أصبحت "الملهمة الصغيرة" كما يصفها الفيلم أصغر الفائزين بجائزة نوبل للسلام والتي يبلغ متوسط أعمار الفائزين بها 62 عاما. والفيلم الذي يقع في 87 دقيقة عرضه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السابعة والثلاثين التي افتتحت الأربعاء الماضي وتقام عروضها في قاعات دار الأوبرا المصرية. وقالت إدارة المهرجان يوم الأحد في رسالة قصيرة إلى الصحفيين على الهاتف المحمول إن هذا هو "العرض الوحيد للفيلم" الذي تتراوح مشاهده بين تصوير تهديد ودماء وتفجيرات وخراب في كل من باكستان وأفغانستان وبين مستشفيات وقاعات مكيفة وقصر باكنجهام الملكي حيث استقبلتها الملكة إليزابيت. وطوال الفيلم ظلت ملاله محتفظة بضحكتها الخجولة وإصرارها على أنها "ليست فريدة" ولكنها مثل ملايين الفتيات في بلادها وفي كينيا ونيجيريا وأفغانستان محرومات من التعليم إلا أنها حظيت بأم وأب "غير عاديين" حيث علمها أبوها أن "الإسلام يعلمنا الإنسانية والمساواة... المساواة تجعل المرأة أقوى من الرجال" أما قادة طالبان فيتصورون أن "الله كائن ضئيل محافظ... وأن تعليم الفتيات يخالف للإسلام" ويفجرون المدارس فتصير ركاما. ولكن الأضواء لم تغير حياة الصبية التي طافت بصحبة والدها أماكن منكوبة بالتشدد الديني والحروب الأهلية ومنها الحدود السورية الأردنية وكينيا ونيجيريا التي اختطفت فيها فتيات على أيدي جماعة بوكو حرام. فهي تضحك بصعوبة بسبب تأثير الرصاصة على العصب الوجهي الأيسر وتقول إنها تحرص على أداء واجباتها المدرسية وأنها حين تغيب أياما عن المدرسة نالت "درجة سيئة.. 61 بالمئة في الفيزياء". ولا يرى أبوها أن من أطلق الرصاص على ابنته مجرد شخص "بل عقيدة" وهي ترى أن الرصاص أزال الخوف وجعلها أكثر صلابة. ويشدد الفيلم على أن ما يسميه سلطة الكلمات أقوى من قدرة من يريد إسكات الضمير الإنساني. أما ملالة فترسم مربعا في نهاية الفيلم أركانه "طفل واحد ومعلم واحد وكتاب واحد وقلم واحد يمكن أن يغير العالم".