يواصل البرنامج الدولي لحماية التراث الإنساني أنشطته وفعالياته التي بدأها في 13 نوفمبر الجاري حتى الاثنين المقبل، بمشاركة شباب من 20 دولة حول العالم، في النسخة الثانية للبرنامج الذي تنظمه جمعية الكلمة الطيبة بالتعاون مع اللجنة التنسيقية للتطوع الدولي بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) وذلك في متحف قلعة البحرين. وأكد حسن بوهزاع رئيس الاتحاد العربي للعمل التطوعي أن برنامج إحياء التراث العالمي يتيح فرصاً قيمة للمتطوعين المشاركين من مختلف أقطار العالم للالتقاء سويا وتكوين الصداقات وتبادل الخبرات المتنوعة فيما بينهم، عدا عن كون البرنامج فرصة ترويجية لقلعة البحرين الأثرية وتقديمها للعالم بهدف التعرف على تاريخها الممتد لآلاف السنين. وحول أنشطة المتطوعين قال «يقوم المتطوعون بتهيئة أرض موقع قلعة البحرين للحملات الاستكشافية القادمة قريباً، والمشاركة في ورش عمل تدريبية للتعرف على كيفية تنقيب المواقع الأثرية، واكتساب المعلومات الأثرية والتاريخية عن القلعة». بدوره، كشف محمد بوكمال مدير مشروع البرنامج الدولي لإحياء التراث العالمي عن خطة تنظيم معسكر إحياء التراث العالمي في العام المقبل بالموقعين البحرينيين المصنفين من قبل منظمة اليونسكو، وهما طريق اللؤلؤ وقلعة البحرين، وذلك بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار. مبيناً أن أهداف المشروع تكمن في التعريف بأهمية قلعة البحرين باعتبارها أحد أهم المواقع التاريخية بالمنطقة، وزيادة الوعي المحلي والعالمي بأهمية الحفاظ على المواقع التراثية والتاريخية بشكل عام وقلعة البحرين على وجه الخصوص. وأضاف «كما يهدف إلى صقل مهارات الشباب المشاركين بتنظيم دورات تدريبية متنوعة لهم، تمزج بين المعلومات النظرية والتمارين العملية وأسلوب المناقشات لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وتشجيع الأنشطة السياحية والمشروعات التجارية المرتبطة بها». ورداً على سؤال قال بوكمال «يسهم البرنامج في توفير فرص تطوعية دولية للشباب البحريني، وتدريبهم على البحث عن فرص ريادة الأعمال التي تناسب البيئة الاقتصادية البحرينية وتطويرها، وتعزيز الزيارات السياحية للزوار الأجانب، وإنعاش المشاريع التجارية الصغيرة». من ناحيتها، رحبت (إنجريد دانكيرتس) نائبة رئيس اللجنة التنسيقية للتطوع الدولي بمنظمة اليونسكو بالشباب المشاركين، وثمنت جهود البحرين في إحياء التراث الإنساني، مؤكدة أن البرنامج يسهم في توسيع استعمالات التراث الإنساني بأيدي الشباب ويساعدهم على تحقيق شراكات جديدة. وأضافت «سيقوم الشباب المشاركون بالعديد من الأنشطة التطوعية، والتدريبية الناجحة التي يقومون بها في معسكرات عديدة في أماكن عديدة بالعالم، كما سيتبادلون خبراتهم بما يعزز التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات والمواطنة المسؤولة، معربة عن تمنياتها بأن تحقق الدورة الثانية من البرنامج الدولي لإحياء التراث الإنساني بقلعة البحرين جميع أهدافها. وقدمت نائبة رئيس اللجنة التنسيقية للتطوع الدولي بمنظمة اليونسكو، عرضاً عن اللجنة التنسيقية للتطوع الدولي (CCIVS) وأهدافها وبرامجها ومعسكراتها لحماية التراث الإنساني وتوسيع استعمالاته في مختلف مناطق العالم، مؤكدة أن اللجنة نجحت في نشر الوعي وحشد الدعم وتشجيع مشاركة الشباب في حماية التراث الثقافي العالمي، وبناء حركة شبابية عالمية ترفع الصوت وتعمل من أجل حماية التراث، إضافة إلى توجيه رسالة واضحة ضد الكراهية والتعصب والعنف. وتضمن البرنامج جولة تعريفية في قلعة البحرين بإشراف (د. بيير لومبارد) مستشار الشؤون الأثرية للقلعة، وذلك للتعريف بتاريخها، أعقبها زيارة المشاركين لمختبر القلعة للتعرف على كيفية إعادة تركيب القطع المستكشفة، كما اشتمل أيضاً على استضافة إحدى العوائل البحرينية للشباب المشاركين بالبرنامج الدولي على غداء محلي، لتذوق الكرم البحريني والتعرف عن قرب على المجتمع المحلي ونمط حياته الأصيل، بما يعزز هدف البرنامج المتعلق بالتعددية والحوار بين الثقافات والحضارات حيث إن التعددية كانت ولا تزال اليوم قوة كل المجتمعات، بالإضافة إلى جولات سياحية تهدف إلى التعريف بتاريخ البحرين وتوسيع استعمال التراث الإنساني بها، حيث زار الشباب المشاركون متحف البحرين الوطني.