عش طفولة قديم رمت عباءة طفولتها في بيتها القديم، تلحفت بخمار الأسرة.. لم تنو الرحيل.. قيد فارس اصبعها بخاتم الفرح.. لمحت فيه قضبان الحرية.. هي شريعة الزوجية المقدسة. وداع بعد أن غادرت حضن والديها الدافئ إلى حديقة مورقة، تنبثق منها روائح الزهور الندية على أغصان يانعة، لم تذبل إلا بعد حين من الزمن وألم الحياة. تلك هي دنيتها. جمال الطبيعة عانقت السحب قمم جبالها، داعبت أوراق شجرها الأغصان، سالت دموع أمطارها وجرت وديانها العذراء، فأينعت وأخضرت مروجها. مساحة كبيرة لم تسعها الفرحة بعناقه واحتضانه لها تبسمت وهي تنظر لسقف غرفتها، فأيقظها شخير أنفاسه.