ندى أوراقي مازال يدمع، وهذه زهرتي اعتراها الأسى، فكم حاولت أن توقظني من هذا الحزن، وأنا لا أكترث.. بكيتُ وبكيتُ، فقد كنتُ بحاجة لذلك أنا وزهرتي وأوراقي الأخريات.. كنا أصدقاء حاربنا الأسى، وعاتبنا الصمت، فكم من حشرة حاولت أن تؤذينا، وتحط على أغصاننا، فنتمايل حتى تذهب عنا.. أنا الورقة اليانعة في حقل جميل بهي، أكتبُ خطوط دفاتري على أوراق ممزقة، أكتب مشاعري وليس لي سوى ذلك، أمسح دموع من حولي والدموع تحيط بي، أنا أملاً ظللت كذلك، وأنا كذلك في أعين الغير، أنا البسمة الصافية والدمعة القريبة، والقلب الحنون الكبير، والحضن الدافئ الرحيم، أنا الصمت عندما يحاول من حولي الكلام، والبوح عمّا بداخله، أو التعبير بهمومه لي كي يرتاح، أنا عين دامعة سرقت دموع غيرها من عينه، ووضعت بريقها في عيني كي لا يبكي، أنا السهر الذي يؤرق ويتعب عيون من أحب، أنا القلب الذي طالما يعاني من أجل من يحب، أو من أجل أن يكون هو كما يحب، أحس بأني بدأت أيأس، بدأت قواي تحط رحيلها من هذا العناء، العالم من حولي غابة.. غابة سوداء قاتمة الألوان، كلها وحوش وضباع، وأنا أنا كالأميرة الأسيرة التي سُلب عرشها، وتاهت في وميضاء السنين، أعاتب مَن؟ أقاتل مَن؟ حتى استرجع عرشي وحقي.. لا أحد يجيب، فكيف لي أن ابتسم.. رحلت عن العالم من حولي.. واخترت أن أكون وحيدة، نعم أن أكون وحيدة، اخترت وحدتي لأني أنا هي.. أرى فيها نفسي وذاتي كما أحب، وليس كما يحب مَن حولي، بدأت يومي باللعب في المروج، وبالقفز في التلال، بدأت أصادق العصافير ونتغنى بأعذب النشيد.. كم أحببت هذا.. بنيت كل أحلامي وشيدت آمالي الجميلة.. فما أجمل الحياة حين نراها بأعيننا الجميلة، لوحة فنية أبدعها خالقنا جل وعلا بأجمل الألوان وأحلى الصور.. نُحلِّق فوق سمائها كأجمل فراشات سعيدة، نداعب خيوط السحاب، ونُقبِّل النجوم ونُعانق الأقمار.. فابتسم للحياة.. تسعدك الحياة. عفاف محمد الشريف - الطائف