منذ إقرار عودة اللاعب الأجنبي موسم 92/1993 أي قبل 23 عاما لتطوير اللعبة واللاعب على حد سواء إلا أن الأندية المحترفة وخلال تلك الحقبة الزمنية وحتى الآن لم تستوعب الدرس ولم تصحح أخطاءها، فهي ما زالت غير قادرة على تغيير سياستها التعاقدية التي دائما ما تكون عشوائية كونها تتم دون استشارة فنية أو فق احتياجات الفرق المعنية. وخلال السنوات الطويلة الماضية تكبدت الأندية خسائر مادية وفنية كبيرة نتيجة أزمة الفكر التي تعاني منها إداراتها التي أثقلت كاهل الأندية بالديون بسبب تعاقداتها المضروبة التي لم تجن من خلالها سوى الفشل الذريع الذي قادها فيما بعد للمحاكم الدولية. ويعتبر دوري هذا العام امتداد للدوريات السابقة حيث يشهد العديد من اللاعبين الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي "أكل ومرعى وقلة صنعه" حيث لم تستفد أنديتهم من خدماتهم في ظل ملازمة بعضهم للعيادة الطبية وبقاء البعض الآخر حبيسا لمقاعد الاحتياط إما لعدم تأقلمهم مع الأجواء أو لتواضع إمكاناتهم الفنية وفشلهم في إثبات وجودهم وقدرتهم على صناعة الفارق. ففي الأهلي يتواجد الثنائي السويدي نبيل بهوي واليوناني فيتفا اللذين كلفا خزينة النادي ملايين الدولارات ولم يقدما ما يشفع لهما بالبقاء، فالأول شارك مع الفريق في الدوري 5 مباريات ثلاث استبدل فيها واثنتين لعبها كاحتياط وخلال 267 دقيقة لم يسجل أو يصنع أي هدف، أما الثاني فقد لعب مباراتين فقط وفي كلتا المباراتين كان احتياطيا وخلال 33 دقيقة لم يسجل أي هدف في حين صنع هدف واحد. وفي النصر يتواجد اللاعب الهولندي من أصول مغربية يونس مختار الذي تعاقد معه النادي لثلاث سنوات ولكنه فشل في إثبات وجوده حيث خاض مع الفريق ثلاث مباريات وجميعها كبديل ولعب خلالها 21 دقيقة ولم يسجل أو يصنع خلالها أي هدف. أما الخليج فلم يستفيد من مهاجمه العراقي مروان حسين الذي خاض مع الفريق 4 مباريات منها واحدة كبديل وواحدة استبدل فيها وخلال الدقائق التي لعبها ولم تتجاوز 278 دقيقة سجل هدفا وصنع آخر قبل أن يصاب بالرباط الصليبي. ودفع الرائد ضريبة التعاقد مع لاعبين غير مؤهلين طبيا وفنيا حيث لم يشارك لاعبه التونسي أسامة الدراجي في أي مباراة دورية وظل طوال الفترة الماضية ملازمة للعيادة الطبية وهو الأمر الذي ينطبق على زميله الفرنسي الغيني كميل زاياتي الذي لم يشارك سوى في مباراة واحدة. ولم يوفق الوحدة في التعاقد مع التونسي زهير الذوادي الذي فشل في إقناع المدرب بمستواه ولهذا لم يشارك كأساسي سوى في مباراة واحدة بينما ظل أسيرا لدكة البدلاء أربع مباريات ورغم أنه مهاجم إلا أنه خلال 150 دقيقة لعب لم يسجل سوى هدف واحد. وشارك البوليفي جوالبيرتو موجيكا مع هجر في ثلاث مباريات فقط منها واحدة كبديل ورغم مركزه كصانع لعب إلا أنه لم يسجل أو يصنع هدفا خلال 184 دقيقة لعب. وبعد أن فرط الفتح في هدافه التاريخي الكنجولي دوريس سالومو فشل في إيجاد البديل المناسب، حيث ظهر اللاعب البرازيلي جوسيمار سوزا بمستوى دون الطموح ولم يكن ضالة الفريق خصوصا وأنه شارك في 6 مباريات استبدل خلالها في اثنتين ولعب احتياطيا في مثلها ولم يسجل في تلك المباريات سوى هدف وحيد. ومن المنتظر أن تشهد فترة الانتقالات الشتوية المقبلة استبدال العديد من اللاعبين الأجانب ولكن هل تنجح الأندية في جلب اللاعب المفيد أم تواصل مسلسل هدر الأموال دون تحقيق الفائدة الفنية المرجوة؟.