تم مساء اليوم إغلاق مراكز الاقتراع عقب إنتهاء عملية التصويت في ثاني انتخابات عامة تجرى في تركيا هذا العام وسط حالة من الترقب بين المواطنين إنتظارا للنتائج التى ستحدد ما إذا كان "حزب العدالة والتنمية" الحاكم سيحصل على أصوات تكفي لانفراده بالحكم أم لا . وأشارت التقارير الأولية إلى عدم وقوع اى مشكلات كبيرة أثناء عملية التصويت فى الوقت الذى ذكر فيه مسؤولون أن الإقبال كان كبيرا. ومن المتوقع ظهور النتائج الأولية خلال الساعات الأولي من المساء. وشهد جنوب شرق تركيا ،والذي تهيمن عليه أغلبية من الأكراد ويعاني من الاضطرابات، تواجدا أمنيا كثيفا .. ولكن الوضع اتسم بالاستقرار . وتأتي انتخابات اليوم بعد مرور أقل من خمسة شهور على آخر مرة توجه فيها الناخبون إلى مراكز الاقتراع. ولم يتمكن حزب العدالة والتنمية في انتخابات حزيران/يونيو الماضي وللمرة الأولى من الحصول على أغلبية منذ أن تولى السلطة في عام 2002 . وبعد محادثات تشكيل حكومة ائتلافية لم تدم طويلا، دعا الرئيس رجب طيب أردوغان، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، في آب/أغسطس الماضي إلى انتخابات جديدة. ويعد الحزب الحاكم بتحقق الاستقرار في تركيا حال الانفراد بالحكم، ولكن الكثير من المعارضين قلقون من أن تزداد جرأة اردوغان، الشخصية الأكثر هيمنة على سياسة البلاد على مدار أكثر من عقد من الزمن، وسط اتهامات بالاستبدادية المتزايدة. وتسبب تعاقب عدد من الحكومات الائتلافية غير المستقرة في تركيا في تسعينيات القرن الماضي في خوف الكثير من الناخبين من الحكومات متعددة الأحزاب. وقال الناخب مصطفى ألتينتوب/ تاجر 44 عاما/ إنه "من الأفضل أن ينفرد حزب العدالة والتنمية بالحكم. هذا أفضل بالنسبة لاتخاذ القرار والاستقرار". ومن ناحية أخرى، أبدى الناخبون المعارضون تذمرا من العودة إلى صناديق الاقتراع مجددا بعد أقل من خمسة أشهر من الانتخابات السابقة، وألقى الكثير منهم باللوم في ذلك على اردوغان. وأبدى البعض القلق من أن يتسبب ذلك في مصاعب اقتصادية. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية سوف يحسن نتائجه عما أسفرت عنها انتخابات حزيران/يونيو عندما حصل على 258 مقعدا، ولكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان سيحصل على ال 276 مقعدا اللازمة للسيطرة على أكثر من نصف البرلمان. وساءت الحالة الأمنية منذ الانتخابات الماضية. وشهدت تركيا هجمات انتحارية نفذها تنظيم "داعش" ، من بينها تفجير مزدوج في العاصمة أنقرة في تشرين أول/أكتوبر خلف 100 قتيل. ومن ناحية أخرى ، تجدد الصراع مع حزب العمال الكردستاني المسلح بعد انهيار وقف إطلاق نار استمر عامين، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى معظمهم في جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية. ويحق لأكثر من 54 مليون ناخب التصويت داخل تركيا.