لم يتم اعتماد الترشيحات الثمانية بشكل رسمي من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لانتخابات رئاسة الفيفا، لكن ذلك لم يمنع من انطلاق الحملة الانتخابية لبعض المرشحين بدءا بالشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم الذي دافع عن نفسه ازاء الاتهامات التي وجهت اليه من قبل منظمات حقوق الانسان او الجنوب افريقي الذي يلعب ورقة الرجل الجديد من خارج النظام. وعلمت وكالة "فرانس برس" بان اللائحة الرسمية التي ستتضمن اسماء المرشحين المعتمدين قد تصدر غدا الاربعاء علما بان باب الترشيحات اقفل منتصف ليل امس الاثنين. لكن قبل الاعلان الرسمي، اضطر الشيخ سلمان احد الاسماء القوية المرشحة بقوة، الى دخول معترك الحملة الانتخابية مدافعا عن نفسه ازاء الاتهامات التي وجهت اليه من منظمات لحقوق الانسان وذلك في حديث لاذاعة "بي بي سي" البريطانية بقوله اليوم الثلاثاء:"انها اكاذيب سيئة ومضللة تتكرر في السابق وحاليا. لا استطيع ان انفي شيئا لم اقم به". واضاف "هذه الاتهامات ليست مسيئة فحسب، بل مؤذية ايضا، بعض الاشخاص يملكون اجندات على طاولاتهم". وكانت مجموعات من حقوق الانسان اتهمت الشيخ سلمان بانه كان طرفا في توقيف وتعذيب لاعبي كرة القدم عندما كان رئيسا للاتحاد البحريني لكرة القدم. وكان الشيخ سلمان رئيسا للاتحاد البحريني عام 2011 عندما قتل عدد هائل من الاشخاص لدى قيام قوات الامن البحرينية بقمع تظاهرة شيعية معارضة تطالب باجراء اصلاحات في البلاد. واتهمت منظمات لحقوق الانسان الشيخ سلمان بانه تعرف على بعض اللاعبين الذين قاموا بالتظاهر ولم يقم باي شيء لحماية هؤلاء من التعرض للاذى. واصبحت مسألة حقوق الانسان قضية في غاية الاهمية بالنسبة الى الفيفا بعد ان تلطخت سمعة هذه المنظمة الكروية العريقة اواخر مايو الماضي، حتى ان الجمعية العالمية للاعبين المحترفين (فيفبرو) اعتبرتها اولوية في اطار دعهما لاحد المرشحين من عدمه. اما الجنوب افريقي طوكيو سيكسويل فلا يعاني من هذه المشكلة، وهو كان رفيق الزعيم الجنوب افريقي نلسون مانديلا في زنزانته لسنوات طويلة. وقد لعب سيكسيول غير المنغمس في كرة القدم، ورقة الرجل الجديد من خارج النظام الحالي وعلى نظافة كفه. وقال سيكوسيل في مؤتمر صحافي عقده في مقر الاتحاد الجنوب افريقي في سويتو احدى ضواحي جوهانسبورغ اليوم الثلاثاء "الامر يتعلق بادارة مالية ونظام مراقبة والتأكد من وجود شفافية كبيرة ومسؤولية ايضا من قبل اعضاء اللجنة التنفيذية. هذا ما اريد ان اجلبه الى الفيفا في حال انتخابي". واضاف "اذا تابعنا حركة الاموال، فانها تترك اثرا. واذا اختفت هذه الاموال فمن واجبنا معرفة من حصل عليها في النهاية. بالنسبة الي، انه الامر الاكثر سهولة التي خبرته في مسيرتي من خلال ادارة منظمات تبلغ ميزانيتها خمس مرات 10 مرات او حتى 20 مرة اكبر من ميزانية الفيفا". ويعتبر سيكسويل من المعارضين للرئيس السابق السويسري جوزيف بلاتر وطريقة ادارته للسلطة الكروية العليأ التي تمر بالازمة الاكثر خطورة في تاريخها، منذ اعتقال 7 مسؤولين حاليين وسابقين وتوجيه الاتهام الى 14 شخصا آخرين بطلب من القضاء الاميركي بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض اموال. في المقابل، لجأ الاتحاد الاوروبي (ويفا) الى السيناريو البديل باعلانه ترشيح امينه العام السويسري جياني انفانتينو لانتخابات رئاسة الفيفا ما شكل ضربة قوية لامال رئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني. وكان ينظر الى بلاتيني كأقوى المرشحين لخلافة السويسري جوزيف بلاتر في انتخابات رئاسة الفيفا، لكنه اوقف لمدة 90 يوما مؤقتا من لجنة الاخلاق المستقلة في الاتحاد الدولي لتلقيه دفعة غير مشروعة من بلاتر الذي اوقف بدوره. واكد الاتحاد الاوروبي في بيان رسمي "نعتقد ان جاني اينفانتينو يملك المؤهلات المطلوبة للتصدي للتحديات الكبيرة وقيادة الفيفا على طريق الاصلاح لاستعادة نزاهته ومصداقيته". واضاف "نحن سعداء لان جياني وافق على الترشح وهو يعلم ان لديه دعمنا الكامل في حملته ليكون رئيسا للفيفا". وتقررت الانتخابات في 26 فبراير 2016 اثر استقالة بلاتر بعد ايام قليلة على اعادة انتخابه لولاية خامسة متتالية في مايو الماضي نتيجة فضائح فساد كبرى. وتسير عدة تحقيقات في الولاياتالمتحدة وسويسرا حول فضائح فساد وتبييض اموال وابتزاز واساءة ائتمان، نتج عنها ايقاف بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي والامين العام للفيفا الفرنسي جيروم فالك والمليادرير الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون. وقد ترشح لخوض الانتخابات ثمانية اشخاص هم الشيخ البحريني سلمان بن ابراهيم ال خليفة، الامير الاردني علي بن الحسين وامين عام الفيفا السويسري جاني اينفانتينو والفرنسيان ميشال بلاتيني (موقوف حاليا) وجيروم شامباني والجنوب افريقي طوكيو سيكسويل والترينيدادي ديفيد ناكيد والليبيري موسى بيليتي.