اعتمدت القوى الغربية الكبرى أمس الإطار القانوني لرفع العقوبات التي تفرضها على ايران منذ ثلاثة عقود، الا ان هذا الاجراء لن يصبح فاعلا إلا بعد ان تكون طهران قد التزمت بكل ما هو متوجب عليها. حيث طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما، رسميا من ادارته، الاعداد لتعليق العقوبات على ايران، تطبيقا للاتفاق النووي الذي وقع في 14 تموز/ يوليو بين طهران والقوى الكبرى. حيث انتهت أمس الاحد، مهلة التسعين يوما التي أعقبت تبني مجلس الامن قرارا يوافق فيه على الاتفاق. وقال أوباما في مذكرة أصدرها موجهة الى المسؤولين المعنيين في ادارته (الخارجية والخزانة والتجارة والطاقة) "أطلب منكم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتطبيق الالتزامات الاميركية بشأن العقوبات". وفي ذات الوقت أمس، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتحاد الاوروبي اعتمد الاطار القانوني لرفع كل العقوبات التي يفرضها على ايران. وجاء في بيان مشترك صدر عن موغيريني ووزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف "اعتمد الاتحاد الاوروبي (أمس الأحد) الاطار القانوني لرفع كل عقوباته الاقتصادية والمالية المرتبطة بالملف النووي". وقال: إن المرحلة الحالية هي "مرحلة مهمة تقربنا من بدء تطبيق اتفاق يوليو "الذي نلتزم به بقوة"، واضاف البيان "ان ايران ستباشر الوفاء بالتزاماتها في المجال النووي بهدف تطبيقها كاملة". وأوضح دبلوماسي غربي في بروكسل ان الرفع الفعلي للعقوبات "يمكن ان يحصل في نهاية السنة أو مطلع السنة المقبلة، والاكيد بعد ان تكون الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد اعطت ضوءها الاخضر". ويتوجب على ايران البدء بتفكيك قسم كبير من بناها النووية وهي عملية قد تستغرق بضعة اشهر يمكن بنهايتها تعليق العقوبات الغربية. وقال أوباما "اليوم يمثل علامة مهمة نحو منع إيران من الحصول على سلاح نووي وضمان ان برنامجها النووي سيمضي على نحو سلمي تماما". وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في بيان "إن هذا اليوم مهم لنا جميعا ومرحلة أولى حاسمة في العملية الهادفة للتأكد من ان البرنامج النووي الايراني سلمي بحت". وتريد واشنطن ان تؤكد تصميمها على تنفيذ كامل التزاماتها، وقال مسؤول اميركي طالبا عدم كشف اسمه ان تعليمات الرئيس أوباما تنشر "لكي يدرك الناس ما سيعلق" من العقوبات. وموعد التعليق الفعلي للعقوبات يبقى مرتبطا بالطرف الايراني. وقال مسؤول اميركي آخر "لا نتصور ان ذلك قد يأخذ اقل من شهرين"، مضيفا "بالنسبة الينا من المهم القيام به بشكل جيد بدلا من القيام به سريعا"، إلا ان المعروف ان من مصلحة الايرانيين الاسراع في تنفيذ هذه العملية لاستعادة عشرات مليارات الدولارات من الاموال المجمدة في مصارف أجنبية وتغذية الاقتصاد الايراني الذي يعاني من تعثر مزمن. وأبلغت ايران أمس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها ستطبق البروتوكول الاضافي في معاهدة حظر الانتشار النووي، إحدى مراحل تطبيق الاتفاق التاريخي. وفي طهران، أعلن رئيس الوكالة الايرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي للتلفزيون الرسمي ان ايران مستعدة للوفاء بالتزاماتها. وقال "سنبدأ بالتحرك حين نتلقى الامر من الرئيس (حسن روحاني). نحن جاهزون، علينا ان نفكك عددا معينا من اجهزة الطرد المركزي لنبلغ عددا يناهز ستة آلاف". واضاف "نأمل ان نبدأ هذا الأسبوع أو الاسبوع المقبل"، موضحا ان الخطوات التي على ايران القيام بها لتقليص برنامجها النووي ستستغرق نحو "شهرين". وكان أوباما نجح في منع الكونغرس الاميركي ذي الغالبية الجمهورية من نسف الاتفاق النووي الذي وافق عليه مجلس الشورى الايراني يوم الثلاثاء الماضي ثم مجلس الخبراء في اليوم التالي رغم اعتراض المحافظين. واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها حصلت من دون تاخير على المعلومات التي تحتاج اليها لاعداد تقريرها حول البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الايراني.