يبدأ المصريون اليوم انتخاب ثالث برلمان في خمس سنوات، في خطوة تأمل الحكومة أن تسهم في تحقيق استقرار سياسي، وفي جذب الاستثمارات الأجنبية والسياح بعد سنوات من الاضطراب السياسي. وبسريان فترة الصمت الانتخابي، يستكمل المصريون خريطة المستقبل ببدء التصويت في الانتخابات البرلمانية التي تنطلق اليوم السبت للمصريين في الخارج، ومن المقرر أن يصوت المصريون في 14 محافظة على مستوى الجمهورية في هذه المرحلة الأولى يومي غد الأحد، وبعد غد الاثنين، على أن تستكمل المرحلة الثانية في نوفمبر المفبل. وحذرت اللجنة العليا للانتخابات من أنها ستقوم بإحالة المتورطين في اختراق فترة الصمت الانتخابي بأي وسيلة من الوسائل إلى النيابة العامة، لترى شئونها في تحريك الدعوى الجنائية ضد المخالف. وأكدت أن العقوبة تصل أحيانًا لشطب المترشح من الترشح، إذا تبين للجنة العليا من الأوراق ارتكاب مخالفة الصمت الانتخابي. يذكر أن عدد المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات في مرحلتها الأولى بلغ 2573 مرشحًا على المقاعد المخصصة للانتخابات بالنظام الفردي، إضافة إلى 6 قوائم. في الوقت نفسه، تسلمت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية المقار الانتخابية ولجان الاقتراع، قبل ساعات من بدء ماراثون الانتخابات، لتأمين اللجان، حيث تعزز قوات الأمن من تواجدها بمحيط أماكن الاقتراع منذ يومين، وقال وزير الداخلية مجدي عبدالغفار: إن سياسة الوزارة هي تأمين مُجريات العملية الانتخابية بمختلف مراحلها، مع الالتزام التام والكامل بالحيدة، فضلًا عن توفير المناخ الآمن للمواطنين خلال الإدلاء بأصواتهم بحرية كاملة. بالتزامن مع ذلك، يغمر المصريون فرحة عارمة بعد حصولهم على عضوية غير دائمة بالأممالمتحدة، فطبقًا للسفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، فإن عضوية مجلس الأمن تتيح لمصر فرصة ذهبية للتواجد في مركز صنع القرار جنبًا إلى جنب بجوار الدول الكبرى، مما يمكنها من المشاركة في اتخاذ قرارات أو التشجيع على اتخاذ قرارات في صالح المنطقة العربية. وأكد عضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن الفوز بمقعد مجلس الأمن يكلل نجاحات الدبلوماسية المصرية، لا سيما وأن مصر تمتلك جهازاً دبلوماسياً نشطاً ومنتشراً، لديه 154 بعثة حول العالم، فضلاً عن كون مصر عضواً في أكثر من منظمة عالمية، منها منظمة دول عدم الانحياز، ومنظمة التعاون الإسلامي. وأضاف: إن هناك ملفات ستطرح في المقدمة وستكون لها نصيب الأسد من الاهتمام والتركيز المصري، على رأس هذه الملفات، القضية الفلسطينية وما يجري على الساحة الفلسطينية الإسرائيلية من مناوشات وانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني، وكذلك الأزمة السوريّة والتوصل لحل ينقذ ما تبقى من سوريا، وكذلك الأزمات اليمنية والليبية ومكافحة الإرهاب على المستوى الدولي. سياسيا، وصل إلى القاهرة صباح، أمس الجمعة، برناردينو ليون مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا قادماً من روما في زيارة لمصر تستغرق عدة أيام يبحث خلالها سبل تفعيل الاتفاق الأخير بشأن تشكيل مجلس رئاسي للحكومة الليبية. وقال أحد أعضاء الوفد المرافق للمبعوث الأممي لدى وصوله: إن "ليون سيلتقي خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين المصريين وفي جامعة الدول العربية، كما يلتقي بشكل غير رسمي مع بعض الشخصيات الليبية المقيمة في مصر في إطار جهود تنفيذ اتفاق الصخيرات بتشكيل حكومة وفاق ليبية، حيث يوجد توافق دولي غير مسبوق لدعم الاتفاق الليبي، لذلك هناك أمل كبير في تتويج جهود المبعوث الأممي طوال عام كامل، وهو ما يمكن التوصل إليه الفترة القادمة وبما ينهي الأزمة الليبية والبدء في الاستقرار والبناء في كل مناطق ليبيا".