حسناً فعل صقورنا الخضر أمام المنتخب الإماراتي الشقيق، وكانوا مثل الجوهرة المشعة أضاءت سماء جدة في أمسية كروية رائعة اختتموها بالفوز الرابع على التوالي، ليحصدوا العلامة الكاملة في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، وكأس آسيا 2019 بالامارات. فما حققه المنتخب السعودي في ملعب الجوهرة طمأن به جماهيره، حيث الفوز جاء على المنتخب المنافس جعلنا نفض شراكة صدارة المجموعة ليرتفع الاخضر، وبنظره حسابية الى أوراق المجموعة الأولى سنجد الاخضر رفع رصيده الى 12 نقطة، واحرز 15 هدفاً ليتفوق في كل شيء على الأبيض الاماراتي، انتظاراً لما ستسفر عنه المباريات المقبلة. الاخضر يسير حتى الآن في التصفيات المزدوجة بخطى ثابته، وأصبح لديه تكتيك فني وثبات في التشكيل للمباراة الثانية على التوالي، وهي التي يخوضها منتخبنا تحت القيادة الفنية للهولندي فان مارفيك، الذي عرف كيف يوظف امكانات اللاعبين داخل الملعب، ليس هذا فحسب، بل استطاع ان يشل حركة عموري أحد أهم مفاتيح اللعب لدى المنتخب الاماراتي من خلال فرض رقابة لصيقة عليه، وعدم منحه المساحات الكافية للتحرك بحرية، ولعب الكرات الماكرة المتقنة التي تشكل خطورة على مرمى الاخضر. اكثر ما ابهرني في منتخبنا الروح المعنوية العالية التي لعب بها اللاعبون، بالاضافة الى التكتيك الذي انتهجه المدرب، وقراءته الفنية الجيدة للمباراة، وباعتقادي ان المنتخب السعودي أصبح قادراً الآن على استعادة كبريائه على الساحتين القارية والعالمية، شريطة الاستمرار على نفس النهج، والتفاف الجميع حوله فالمفترض في الوقت الحالي ان يجني اخضرنا السعودي ثمار عمل الاندية، كما يحدث في مختلف دول العالم، لا ان نشتته بالانتماءات للأندية. المنتخب السعودي بات يقدم الكرة الحديثة الشاملة، المبنية على التوازن الدفاعي والهجومي، وهذا ما كان ينقصنا في الفترة الاخيرة، خصوصاً وان الامكانات الفنية متوفرة لدى لاعبينا، لكنهم كانوا بحاجة لمدرب يوظف تلك الامكانات بالشكل الصحيح. الفترة المقبلة تحتاج منا الى وقفة صادقة حول منتخبنا، لا سيما من وسائل الاعلام والابتعاد عن التعصب لصالح الاندية على حساب المنتخب، فالمفترض ان يكون حب المنتخب مقدماً على الولاء والانتماء للاندية، كما ان الجمهور هو الآخر مطالب بالحضور وملء المدرجات وعدم ترك المقاعد شاغرة، فالحضور الجماهيري مهم جداً في المرحلة المقبلة لكي يشعر اللاعبون أن هناك جمهورا مساندا وينتظر منهم المزيد، فاللاعبون ينتظرون منا التشجيع ونحن ننتظر منهم الفوز لإسعادنا. نريد ان يستمر المنتخب السعودي في مرحلة البناء التي هو عليها الآن، فالمنتخب اذا استعاد توهجه الكامل سيبقى على تلك الحالة وسيتزعم القارة من جديد لفترة ليست بالقصيرة.