قَال النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَل يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَقَال ابْنُ الْعَرَبِيِّ: إِذَا رَأَيْتَ إِنْسَانًا عَلَى مَعْصِيَةٍ فَعِظْهُ فِيمَا بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَلاَ تَفْضَحْهُ. سبحان الله هذا كلام يخص العامة فكيف بالمقربين؟ كيف يجرؤ إنسان على فضح إنسان - شريك حياته - أمام العامة مهما كان ذنبه؟ أين مراعاة العشرة ومصلحة الأبناء واحترام الذات وحفظ كرامة الأهل؟ أنه لفعل مشين من الجهتين. فقد بين الإسلام الحلال والحرام، وجاء بعقيدة صحيحة، تنادي بالأخلاق الكريمة، والفضائل السامية التي تطهر النفوس وتكفل سعادة الأفراد، وحذر من المساس بالآخرين وتشويه سمعتهم والنيل من كرامتهم وقذف أعراضهم، وبما أن جريمة التشهير من الجرائم الضارة بالأفراد والمجتمعات لما تحدثه من تصدع في العلاقات، ووقوع الخلافات فقد حرمتها الشريعة الإسلامية وحذرت منها، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}. وما أثار اشمئزازي ما تردد على وسائل التواصل الاجتماعي من فضيحة زوجة لزوجها أمام الملأ عندما تنوقل على تويتر مقطع فيديو نشرته سيدة سعودية تفضح زوجها بعلاقة غير شرعية مع الخادمة تحت هاشتاق "#سعوديهتفضحزوجها_الخاين"، وشارك مغردون ما بين مؤيدين فعلتها انتقاماً من زوجها الخائن، وبين من رفض سلوكها إذ كان عليها ستر زوجها. فالتصرف من كلا الطرفين منبوذ في الإسلام، وإن كان الزوج خائنا لا يبرر فضيحة زوجته له بهذه الطريقة التي تسيء لذاتها وأولادها وعائلتها. أتظن أننا سنصفق لها فعلتها التي لم تجن منها إلا الخزي والحسرة والندم. هذا تصرف أخرق ليس به مراعاة للدين ولا هو من تصرفات الزوجة الحكيمة، والمرأة الأصيلة التي من واجبها أن تصون كرامة زوجها وترجعه إلى الطريق السوي بالأسلوب الحسن، وإن لم يجد نفعاً واستمر على خيانته فالانفصال خير وسيلة للحفاظ على نظافة العلاقة الزوجية. ويراودني في هذا المجال قصة قرأتها فتأثرت بها وسأقصها عليكم باختصار علها تكون عبرة لمن لم يعتبر: تزوجها فلم يتفق معها، سألوه: ما السبب؟ قال لا أتكلم عن عرضي... طلقها فسألوه: مالسبب؟ قال: لا أتكلم عن امرأة خرجت من ذمتي... تلك هي الرجولة لمن لا يعرفها، ولو قلبناها على الوجه الآخر نقول تلك بنت الأصل التي رباها والداها فأحسنا تربيتها. إخواتي وأخواني: موضوع الخادمات في المجتمع السعودي أصبح مقلقا ويثير الجدل على الدوام في جميع الأوساط، حيث تشير إحدى الدراسات العلمية إلى أن عاملات المنازل اللاتي يحاولن التقرب من الزوج أو الزواج به يقدرن بنحو 54٪ فاحذروهن بأن تتقوا الله بأنفسكم وأهلكم فما تجدونه عندهن لن يكون أفضل مما تجدونه في كنف زوجاتكم بالحلال، وإن لم تجد لديها ما يسعدك فالشرع وضع أمامك حلولاً كثيرة لا مكانة فيها للخيانة ولدناءة النفس. طبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلاً. اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة، ولوجهك خالصة، وتقبلها منا بقبول حسن.