فيما عاشت العاصمة اللبنانيةبيروت، الليلة قبل الماضية، ساعات من المواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين استُعملت فيها كلّ أدوات المواجهة، بعدما دخل مندسون إلى تظاهرة الحراك المدني واعتدوا على الأملاك الخاصة والقوى الأمنيّة، ضاربين بعرض الحائط مطالب الناس المحقّة، تمنت قوى "14 آذار" على المتظاهرين تنقية صفوفهم من العناصر المشبوهة، وطلبت من الحكومة أخذ التدابير اللازمة من أجل وضع حد للفلتان الذي تشهده العاصمة لأن الفوضى لا تخدم إلا أعداء لبنان ولا تحقق مطالب الناس التي هي بحاجة إلى دولة لتلبيتها، مشيرة إلى أن تظاهرات بيروت انزلقت في اتجاهٍ مشبوه. وكانت القوى الأمنية، قد استنفرت منذ ساعات الصباح الأولى، واتخذت احتياطاتها وإجراءاتها الأمنية، مغلقة بعض الشوارع المؤدية إلى ساحة النجمة. إلا أن ما دفع الأمور إلى أخذ هذا المنحى الدراماتيكي، هو رفع القوى الأمنية حاجزاً إسمنتياً أمام مبنى جريدة "النهار" بذلك الشارع المؤدي الى أسواق بيروت وساحة النجمة عن ساحة الشهداء. شعارات كثيرة رفعها المتظاهرون من بينها "بدنا ماي"، "بدنا كهربا"، "بدنا سلسلة"، "زمن الخداع والترهيب قد ولى"، "نحن مستمرون"، "لا للنظام الطائفي العفن نعم للدولة المدنية والعدالة الاجتماعية". استفز الجدار الإسمنتي الذي وضعته القوى الأمنية عند مدخل ساحة النجمة من جهة جريدة "النهار" المتظاهرين، ووصفوه ب"جدار برلين" فكانت الخطوة الأولى بتسَلّق الجدار، فعلَت التحذيرات من أنّ متسلّقيه معرّضون للسقوط في حال استخدمت القوى الأمنية خراطيم المياه التي تقدّمت لحظة اقترابهم منه، وكأنّ الجميع كان يَعلم أنّ مواجهةً ستقع، إلا أن المتظاهرين ظنوا أن المياه والقنابل المسيلة للدموع ستُستخدَم لبعض الوقت ومن أجل إبعادهم إلى الوراء، ولم يعلموا أنّها بداية لمعركة طويلة من الكرّ والفر ومواجهات لم تنتهِ حتى منتصف الليل. وامتدّت المواجهة لساعات متأخرة من الليلة قبل الماضية، لم يتوقف فيها استخدام خراطيم المياه والقنايل المسيلة للدموع التي تضيء سماء بيروت بأضوائها، فيما لم يكترث المتظاهرون واستمروا يتحدون المياه ويطلقون المفرقعات النارية ومن ثم رشق عدد من المتظاهرين القوى الأمنية بالحجارة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الجرحى في صفوف الأمن، فيما نَقل الصليب الأحمر عشرات المواطنين الذين عانوا من حالات اختناق، واعتقِل عدد من الشباب. ودخلت عناصر مشاغبة على خطّ التظاهرة، ما دفع بالمتظاهرين إلى إخلاء الساحة، فيما أعلنَت قوى الأمن أنّه "منذ بداية التظاهرة دأب بعض المشاغبين على استفزاز عناصر مكافحة الشغب ومحاولة إزالة العوائق الحديدية والإسمنتية وقطع الشريط الشائك، ورشقوهم بالحجارة وعبوات المياه والمواد الصلبة، وبعد تدمير المشاغبين الحاجزَ الأمني وتخطّيه واحتكاكهم بعناصر الأمن وسقوط إصابات في صفوفها، اضطرّت قوى الأمن إلى استعمال خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع، و"منعت مشاغبين من اقتحامَ فندق "لو غراي".