تشهد المنطقة الشرقية اعتبارا من الغد، اكبر انخفاض متوال لدرجات الحرارة هذا الفصل، يشمل فترة النهار مقارنة بالأيام الماضية على نحوٍ تدريجي متسارع، وتتحول الأجواء إلى باردة نسبيا طيلة الأسبوع المقبل، مع تدنِ متفاوت في نسبة الرطوبة على السواحل. ويعبر المنخفض الجوي مندفعا من الشمال الغربي للمملكة باتجاه الشرق اليوم الجمعة، ما يؤثر في تغيّر اتجاه الرياح الجنوبية، الى شمالية غربية نشطة مثيرة للأتربة والغبار، مؤديةً الى ارتفاع أمواج المياه في الخليج العربي في اليومين القادمين بإذن الله. في حين تكون متغيرات طقس الخريف، متواصلة في المرحلة الانتقالية المصاحبة لنوء الوسم، الذي يتزامن مع تراجع تدريجي ملموس في درجات الحرارة، وتوافر فرص هطول الأمطار، المعتادة موسميا بعد المنتصف من شهر اكتوبر، وهي الفترة التي تتشكل خلالها المنخفضات الجوية في شرق وغرب البحر الأبيض المتوسط، ما يعمل على جلب المزيد من البرودة، وفي اجواء تتسم بعدم الاستقرار غالبا حتى مطلع نوفمبر القادم، وفي بقية المناطق يستقر الطقس اليوم مع نشاط رياح مغبرة، واستمرار المطر غرب وجنوب المملكة. وفي سياق متصل، يشير مختصون في الطقس، إلى أن (الوسم) سوف يكون ممطرا بغزارة بمشيئة الله، فيما يكون تأثير (النينو) غير مباشر على المملكة، وهو المتوقع خلال زمن يمتد إلى سنتين، وذلك لأن للأمطار وضعا مختلفا في العلاقة بهذه الظاهرة، ولم يتبين ذلك مؤكدا حتى الآن، رغم وجود الاحتمالات في إمكانية زيادة معدل الهطولات في بعض المناطق بالكرة الأرضية، ويقابل ذلك جفاف وتصحر في مواقع أخرى. وتدخل المملكة في هذه التقديرات وفق ملامح مؤشرات الفترة المقبلة في زيادة متوقعة بكمية الامطار، وان كان للظاهرة ملمح التغير في جانب ارتفاع الحرارة، الذي تجاوز المعتاد صيف العام الجاري، وتعد النينو نشطة جداً شرق المحيط الهادئ، وبالتالي تؤثر على الأحوال الجوية في نواحٍ واسعة من الكرة الأرضية بنسب متفاوتة، ممثلا لدورتها التعاقبية التي تقع بين سنتين وسبع سنوات، وبلغت حاليا مستوى يفوق نشاطها التاريخي المسجل عام 1997، وما زال الغموض يكتنف مؤشر الأمطار على المملكة، وفقا الى معطيات هذه الظاهرة المناخية، في حين يدخل (الوسم) نهاية الأسبوع المقبل. من جهتها توقعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أن تمتد الزيادة في الأمطار من المنطقة الشمالية إلى المنطقة الشرقية عند نهاية فصل الخريف، حيث تكون الحرارة أقل من المعدل خاصة على شمال وشرق المملكة، وتكون الأمطار بمشيئة الله أعلى من معدلاتها الطبيعية في معظم أنحاء المملكة. وأوضحت الأرصاد ان أهم ملامح الخريف، التميز باعتدال الطقس وتوالي انخفاض الحرارة، وتواجد السحب الممطرة والعواصف الرملية في أماكن متفرقة، وكمية متفاوتة للهطولات تكون معدلاتها 100 مم أو أقل في معظم المناطق، وتتجاوز 200 مم في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة. في حين تشير النماذج العددية، إلى زيادة في قوة ظاهرة النينو (وهي ظاهرة طبيعية تتميز بارتفاع ملحوظ عن المعدل في درجة حرارة البحار في شرق ووسط المحيط الهادي بمحاذاة خط الاستواء)، ويستمر تأثير هذه الظاهرة إلى شتاء 2016، فيما يتبين في أحد المعايير، أن الوضع يتجه إلى زيادة في قوة النينو، حيث يصل إلى أقصى قيمة له في شهر نوفمبر المقبل، وقد تشهد المملكة أمطاراً غزيرة لفترات محددة متأثرة بهذه الظاهرة ان شاء الله.