قال وليام دادلي، رئيس الاحتياطي الفيدرالي لولاية نيويورك: إن صناع السياسة الأمريكيين لا يزالون "على مسافة بعيدة" من كونهم قادرين على تحديد المخاطر التي تهدد الاستقرار المالي والتصرف في الوقت المناسب من أجل الحيلولة دون الوقوع في أزمات مالية في المستقبل. وقال دادلي في ملاحظات ألقاها أمام مؤتمر عقده الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن: "وجهة نظري الخاصة هي أنه رغم أن استخدام أدوات الحصافة في الاقتصاد الكلي يبشر بالخير، إلا أننا لا نزال على مسافة بعيدة من كوننا قادرين على استخدام هذه الأدوات بنجاح في الولاياتالمتحدة. دادلي -الذي هو أيضا نائب رئيسة اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (التي تحدد أسعار الفائدة)- لم يعلق على السياسة الحالية بخصوص أسعار الفائدة أو بخصوص الآفاق الاقتصادية. وقال دادلي: إن الهيكل التنظيمي الأمريكي متجزئ، وهو ما يحول دون أن يتمكن أي جهاز تنظيمي مفرد من تطبيق أدوات تخفيض المخاطر على نحو واسع بما فيه الكفاية. وقال: "نتيجة لذلك، فإنه في حكم المؤكد أن فرض أدوات الحصافة في الاقتصاد الكلي في الولاياتالمتحدة سوف يترك فجوات لا يستهان بها في التغطية. وبالتالي سيكون من الصعب أن نجمع بين جميع الأجهزة التنظيمية ذات العلاقة في كيان واحد في الوقت المناسب من أجل التطبيق الناجح لأدوات الحصافة في الاقتصاد الكلي". جاءت ملاحظات دادلي أثناء مؤتمر لمدة يومين، ويركز على بحث كيف تستطيع البنوك المركزية تقليص مخاطر الأزمات المالية الواسعة. اتخذ الاحتياطي الفيدرالي اهتماما متجددا في التعرف على المخاطر المحتملة التي تهدد سلامة النظام المالي بأكمله، منذ الانهيار العالمي في الفترة 2008 - 2009، الذي أوقع الولاياتالمتحدة في أسوأ ركود اقتصاد لها منذ الكساد العظيم في الثلاثينات. وفي رد على عرض من آدم بوزين، رئيس معهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن، الذي جادل لصالح سياسة تنظيمية قائمة على القواعد، قال دادلي إنه يرى بعض "المزايا المحتملة للقواعد التي تكون موجودة في بنية النظام". لكنه حذر من أن القواعد التي من هذا القبيل يتعين عليها أن تكون موجهة نحو مقاطع عريضة من النظام المالي، في حين أن المخاطر يمكن أن تظهر في قطاعات أصغر. وقال دادلي إن النظام المالي معقد، وأول خطوة نحو الإشراف المالي هي أن نتوصل إلى تصور حول الكيفية التي يمكن فيها للأدوات التنظيمية الواسعة أن تتفاعل مع السياسات الإشرافية والنقدية. وقال دادلي: "متى تكون هذه السياسات هي البديل؟ ومتى تكون مكملة لبعضها البعض؟ وكيف ستتفاعل فيما بينها؟ وكيف ستنجح الحوكمة في التنسيق عبر هذه المجالات الثلاثة؟" كان من رأي بوزين أن الإطار المؤسسي الأمريكي الرامي إلى منع وقوع الأزمات "يرجح أن يكون مصيره الفشل"، وقال إن التكتم ضمن المؤسسات المالية الفردية يصل إلى مستويات "هائلة"، وهو ما يشكل "وصفة لخلق عوامل اللبس".