عمدت إسرائيل مؤخرا إلى بناء 12 سياجا ذكيا حول مستوطنات غلاف غزة في محاولة يائسة لمواجهة الغضب الفلسطيني العنيف الذي بلغ ذروته في أعقاب ممارسات جيش الاحتلال الاسرائيلي ضد القدس الشريف وضد محاولة تصدير الحقوق الفلسطينية المشروعة بالقتل وهدم المنازل والاعتقال، وكل تلك الممارسات لن تثني الفلسطينيين عن الاستمرار في غضبهم الحالي العاصف. ان تصعيد الانتفاضة يأتي نتيجة طبيعية لتعسف الجيش الاسرائيلي وتجاوزاته المستمرة للنيل من المسجد الأقصى الشريف وللنيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة فالتدهور في الأراضي المحتلة لن يتوقف في ظل القمع والغطرسة والعدوان المتمثل في مضي الجيش الاسرائيلي في تنفيذ مخططاته الاجرامية ضد القدس وضد عدوان المستوطنين على الفلسطينيين بمباركة اسرائيلية مشهودة. الوضع متأزم للغاية في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ويتطلب الأمر تدخلا أمميا لوضع حد قاطع للاستهتارات الاسرائيلية بحقوق الفلسطينيين ومقدساتهم، فالحماية الدولية للفلسطينيين أضحت ضرورية لمواجهة اعتداءات المستوطنين والجيش الاسرائيلي، فقرارات الحكومة الاسرائيلية الغاشمة المؤيدة لاستمرار العدوان على أبناء فلسطين سوف تؤدي الى مزيد من تصعيد المقاومة ومزيد من التوتر في المنطقة. استفزاز المستوطنين في البلدة القديمة بالقدسالمحتلة ورفعهم الاعلام الاسرائيلية وترديدهم الشعارات العنصرية والمناداة بحمايتهم لجنود الاحتلال تصرفات سوف تصب الزيت على النار وتؤدي الى تصعيد الانتفاضة ضد الاحتلال، حيث يقوم جنوده بحماية المستوطنين ومساعدتهم على استمراريتهم في استفزاز الفلسطينيين والاعتداء عليهم بما يؤكد أن اسرائيل ماضية في العدوان، ويؤكد في الوقت ذاته استمرارية الغضب الفلسطيني الى أمد غير معلوم. حصار الجنود الاسرائيليين للمسجد الأقصى الشريف يمثل أكبر استفزاز يمارس ضد المسلمين وضد أهالي القدس، واقتحامه بين حين وحين ومنع المسلمين من أداء فريضتهم فيه يمثلان عدوانا صارخا ما زال يجابه بغضب فلسطيني عارم لا شك أنه سوف يؤثر سلبا على كل المحاولات الجادة لبحث أزمة الشرق الأوسط أو مجرد التفكير في اجراء مفاوضات لا تزال معلقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. الاعتقالات التي تمارسها قوات الاحتلال ضد الغاضبين الفلسطينيين ومداهمات البيوت في نابلس وغيرها من المدن الفلسطينية لن تؤدي الا لمزيد من المواجهات المندلعة بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، وسوف يسقط في هذه المواجهات المزيد من الفلسطينيين وجنود الاحتلال والمستوطنين بين قتيل وجريح، وهذا ما يحدث الآن في الأراضي المحتلة. مضي الجنود الاسرائيليين في مداهمة بيوت الفلسطينيين وهدمها على رؤوسهم وكذلك هدم المحلات التجارية الفلسطينية في عدة أنحاء في محيط البلدة القديمة بالقدس ومدينة نابلس لن يثني الفلسطينيين عن الاستمرار في تصعيد غضبهم العارم ضد الاحتلال الاسرائيلي المستمر وهو يرتكب جرائمه الفظيعة ضد الفلسطينيين المطالبين بالتوقف عن الاعتداء على حرمة المسجد الأقصى الشريف والتوقف عن الاعتداء على حقوقهم المشروعة. عمليات الاعتقال والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وهدم منازل الفلسطينيين واستفزازات المستوطنين هي عمليات عدوانية مشهودة لن تؤدي الى التفكير الجدي في احلال السلام بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، ويبدو أنها ذهبت بكل الجهود الدولية في سبيل البحث عن السلام أدراج الرياح، فلا يمكن للسلام أن يتحقق في ظل استمرارية اسرائيل بممارسة جرائمها ضد الفلسطينيين وضد المسجد الأقصى الشريف.