تأكيد قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله- أثناء استقباله يوم أمس الأول فخامة الرئيس اليمني بدعم المملكة الكامل لليمن والحكومة الشرعية التي حاول الحوثيون وقوات صالح القفز عليها هو تأكيد يترجم عمليا وقوف المملكة الدائم مع أشقائها لدعمهم ومساعدتهم في حالات الحرب والسلم، وما وقوف المملكة مع اليمن الا صورة متجددة لهذا النهج السليم. لقد وقفت المملكة مع اليمن لبناء اقتصاده حيث دعمته بالمال والخبرات لتنفيذ سلسلة من مشروعاته التنموية، وها هي تقف معه مجددا لاستعادة شرعيته من براثن طغمة فاسدة تريد النيل من حرية أبناء اليمن وحقوقهم والمساس بوحدتهم الوطنية، وتلك وقفة جاءت تلبية لنداء الرئيس اليمني بالوقوف الى جانبه لتخليص اليمن من تلك الفئات الحاقدة التي تضمر الشر لليمن وشعبه. ولبت المملكة نداء الاستغاثة كعهدها مع كافة أشقائها فتحالفت معها دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية، وهو تحالف يؤكد صحة التوجه السعودي وسلامته في تقديم المعونة العسكرية المطلوبة لتخليص اليمن من الانقلابيين وعودته مجددا الى واحة الأمن والاستقرار والأمان، وليتمكن من بناء مؤسساته من جديد بعد أن دمرها أولئك الساعون لخراب اليمن وتدميره ومصادرة شرعيته. انها وقفة شجاعة تؤكد للعالم عمق العلاقات التاريخية الصلبة التي تجمع المملكة باليمن وشعبه، وتلك علاقات ضاربة في عمق التاريخ، وقد تبينت قوتها ومتانتها في وقوف المملكة الى جانب هذا البلد الشقيق لدعم شرعيته واعادتها اليه من جديد حرصا من المملكة على أمن واستقرار اليمن، وحرصا منها كذلك على ترجمة فحوى تلك العلاقات الأزلية وتحويلها الى واقع ملموس على الأرض. وقد كان لدعم المملكة وقوات التحالف أثره البالغ في سلسلة الانتصارات المتلاحقة التي حققها اليمنيون وما زالوا يحققونها حيث تم لهم بعون الله ثم بدعم قوات التحالف تحرير عدن وعودة الشرعية اليها، وتحرير معظم المدن اليمنية تمهيدا لتحرير صنعاء حيث أضحى تحريرها وشيكا للغاية بعد أن أحرزت القوات الشعبية اليمنية بمساعدة قوات التحالف تلك السلسلة من الانتصارات المتلاحقة المظفرة. ان اليمن اليوم يرسم حريته من جديد ويعيد بناء مؤسساته ويستعيد حريته المسلوبة من جماعات حاقدة أرادت الانقلاب على الشرعية لتعطيل نمو اليمن وايقاف مسيرة اقتصاده والحيلولة دون صناعة غده المأمول، وقد خابت مساعيهم وخططهم الشريرة، فهاهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة والاندحار ويتراجعون أمام ارادة الشعب اليمني الذي صمم على استرجاع شرعيته من جديد وتحقق له ذلك بعون الله. انتصار اليمن على تلك الطغمة الفاسدة والحاقدة يدل دلالة واضحة على قوة ارادة اليمنيين وعزمهم، كما يدل من جانب آخر على صحة وسلامة المردودات الايجابية للتعاون العربي الذي ترأسته المملكة فكان هذا التحالف القوي الذي علم وما زال يعلم تلك الطغمة الفاسدة دروسا من دروس التعاون والتضافر، وتلك دروس أدت الى انتصار الشرعية اليمنية على أولئك الانقلابيين المندحرين. ولن ينسى اليمنيون الشرفاء وهم يتذوقون طعم النصر تلك المواقف المشرفة التي وقفتها المملكة معهم في حالات السلم والحرب، فوقوف المملكة مع أشقائها في اليمن يعزز مبدأ التعاون العربي ويترجمه الى حقيقة ماثلة للعيان، ويؤكد لكل أعداء الأمة العربية مدى القدرة الفائقة على استعادة الحق وهزيمة الباطل باذن المولى القدير ثم بفضل تمسك الشعوب بحقوقها وإرادتها الصلبة كما هو الحال مع الحالة اليمنية.